حداد: التهديدات أداة سياسية لمعاقبة الدول الرافضة للهيمنة الغربية
أشار سفير سورية في روسيا الدكتور رياض حداد، إلى أن الدول العظمى تستخدم التهديدات كأداة سياسية لمعاقبة دول ترفض الخضوع لهيمنتها، مؤكدا أن التهديدات الهجينة باتت تشكل اليوم التهديد الأبرز لأمن الدول واستقرارها.
وأوضح حداد في كلمة سورية خلال المؤتمر الدولي العاشر لشؤون الأمن المنعقد في مدينة أوفا عاصمة جمهورية باشكيرستان الروسية أن (التهديدات الهجينة) هي مصطلح جديد في عالم الحروب الحديثة فهي تمزج ما بين مفاهيم الحرب التقليدية ومفاهيم الحرب غير النظامية والحرب الإلكترونية وقد تتضمن هذه التهديدات أيضا الهجوم بالأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية والإشعاعية ووسائط المتفجرات المرتجلة والمحضرة محليا بالإضافة إلى حرب المعلومات مؤكدا أن هذه التهديدات تهدف إلى تدمير جيوش بعض الدول وتقسيم مجتمعاتها وتغيير أنظمتها السياسية أو خرائطها الجغرافية أو حتى التوصل إلى تسويات جيواستراتيجية على مستوى الإقليم والعالم.
ولفت السفير حداد إلى أن ما يزيد من أهمية الحديث عن هذا الموضوع هو التوقيت إذ نشهد حاليا استعادة الدولة السورية بدعم الأصدقاء والحلفاء سيطرتها على أغلب الأراضي التي كانت تحت سيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة والتي كانت إحدى أدوات التهديدات الهجينة التي تم استخدامها في سورية الأمر الذي دفع الدول المشغلة لتلك الجماعات إلى البحث عن أدوات ووسائل أخرى ضمن مجموعة أدوات (التهديدات الهجينة) ذاتها لإبقاء التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة بما يحقق مصالحهم وأهدافهم على حساب مصالح ودماء شعوب المنطقة.
وأشار حداد إلى أن هذه التهديدات شهدت نمطين في سورية الأول تورط بعض الدول الكبرى دوليا وإقليميا في دعم وتغذية تلك التهديدات فلم يعد الأمر يقتصر على منظمات إرهابية وإنما باتت ميزانيات وخبرات ومخازن أسلحة دول وصور أقمارها الصناعية أيضا توضع تحت سيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة لتعزيز قدراتها وإمكانياتها على تحقيق أكبر قدر ممكن من الضرر والدمار بالأشخاص والممتلكات على حد سواء.
وتابع حداد إن النمط الثاني الذي كشفته الحرب في سورية هو نتيجة للنمط الأول إذ إن الجماعات الإرهابية المسلحة ونتيجة الدعم المباشر وغير المباشر من قبل تلك الدول باتت تمتلك قدرات تقليدية وأسلحة تشبه تلك التي كانت محصورة بالجيوش النظامية.
ولفت سفير سورية في روسيا إلى أن تلك التهديدات أثرت بشكل كبير على واقع التنمية المستدامة في سورية التي كانت من الدول التي حققت إنجازات في هذا المجال خلال العقود الماضية مشيرا إلى أن الأزمة في سورية ألحقت أضرارا كبيرة أيضا بالبنية التحتية للصحة والتعليم والطاقة والمياه والصرف الصحي والزراعة والنقل ما انعكس سلبا على الواقع التنموي فيها داعيا إلى التعاون في وجه الإرهاب.
وبين حداد أن الإجراءات الاقتصادية أحادية الجانب غير المشروعة التي يفرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على سورية تشكل أبرز المعوقات في وجه تحقيق التنمية المستدامة فيها كما تؤثر على الجهود الكبيرة التي يتم بذلها لتشجيع عودة المهجرين السوريين إلى وطنهم.
وختم السفير حداد كلمته بالقول “نحن في سورية منفتحون على التعاون في مكافحة الإرهاب وسنبقى ندافع عن قيمنا الإنسانية والحضارية وسنبقى صامدين لنحمي شعبنا وندافع عن سيادتنا وأرضنا” مشيرا إلى أن الحكومة السورية ستواصل الوقوف في وجه الإرهاب التكفيري والقضاء عليه ومنع انتشاره وتمدده في باقي دول العالم.