كيف نظر التدمريون القدماء للموت
اعتقد القدماء التدمريون كما الكثير من الأمم الماضية بأنه لا خلود لهذه الحياة التي نعيشها فلا بد من الموت في النهاية وكان الموت بالنسبة لهم هو الراحة في بيت الخلود.
ونتيجة لإيمان التدمريين الحتمي بالموت لم يسجل المؤرخون أي مشاهدات أو لحظ لمظاهر الندب واللطم وشق الأثواب عندهم بل درجت لديهم كلمة حبل بمعنى “وا أسفاه” حيث أوضح الباحث عبد المجيد الأسعد خلال لقاء دعت إليه جمعية العاديات بحمص في قاعة الدكتور سامي الدروبي بثقافي حمص أن الراحة عند التدمريين تعني “القبر” ثم بعدها القيامة للحياة الأبدية وأطلقوا عليها “لعالما” أي الأبد كما أطلقوا اسم بيت الراحة “بيت عالما” أو بيت الأبدية.
وبحسب الأسعد ازدهرت تجارة حوانيت النحت لتماثيل الموتى وعظماء تدمر الذين كانوا يخافون من الآلهة وقدموا الأعمال الرائعة والبارزة لمدينتهم، فنقشوا هذا التكريم على بعض الأعمدة التي وضعت في مكان بارز أو ساحة عامة أو وضعوا تماثيلهم على أظفار الأعمدة.
ولفت إلى بروز ظاهرة التحنيط في تدمر عند العظماء والميسورين والكهنة بالمدافن البرجية لحفظها في الهواء بعيداً عن رطوبة الأرض وكان شائعاً التقرب من الآلهة لعائلة المتوفى بتقديم النذور والأضاحي وإنشاء المعابد، إضافة إلى الاهتمام بالمدافن حيث تم إنشاؤها من قبل الأسر الميسورة أو بالمشاركة مع أسر ثانية أو بعض الأقارب كما وجدت ظاهرة بيع القبور في بعض المدافن.
وأوضح الأسعد أن تصميم المدفن التدمري كان أبعد ما يكون عن الرهبة حيث زين بالرسوم والأقواس وكان يوضع جثمان الميت في القبر ويغلق بتمثال له مع اسمه وأحياناً ميلاده وتاريخ موته مع كلمة “حبل” “وا أسفاه”، مبيناً أن المدافن في تدمر لها أنواع منها البرجية والأرضية والبيتية والمنفردة وأحياناً نجد مدفناً أرضياً برجياً في آن معاً إذا شيد قرب جبل.
يذكر أن المهندس عبد المجيد الأسعد باحث مهتم بالآثار التدمرية شارك في العديد من أعمال البحث والتنقيب ولا سيما مع العلامة الشهيد خالد الأسعد.