التشكيلية ليلى طه لـ”البعث ميديا”: النوافذ والورود إيحاءات للذاكرة
لم تكن النوافذ الخشبية المعشقة بالورود الملونة الهدف المباشر من معرض الفنانة ليلى طه المستمد من روح المدينة القديمة والموروث الشرقي بعنوان” نوافذ الضوء” المقام حالياً في المركز الثقافي العربي –أبو رمانة- إذ شكّلت مع عناصر البيت العربي- كما أوضحت في حديثها للبعث ميديا- بالأسلوب الانطباعي وبيان تأثيراته بصورة تلقائية وعفوية بسيطة معتمدةً على فرش اللون الواضح على فضاءات اللوحة ليتناغم مع ضوء الشمس المتبدل في كل وقت وكل ساعة مظهرة تبدل الضوء المتسرب إلى المكان، مما يكوّن طبقات متدرجة على الجدران على البحرة على أصص الورد بغية الربط بين كل هذه المكونات بخيوط وجدانية تمثل ارتباط الإنسان بالمكان، لتعزيز العلاقات الأسرية التي كانت متلاحمة والتي رمزت إليها بالنوافذ المتلاصقة والمتقاربة وبالكراسي المصطفة حول البحرة وفي جوانب فناء البيت المزدحم بالورود والنباتات رمز الاحتواء.
وأرادت طه تجاوز الواقعية والتدرج اللوني بالاعتماد على اللون الواحد، والأمر اللافت أن اللون الأحمر المتداخل مع الأزرق شغل المساحة الأكبر من اللوحات، في حين تغلغل اللون البنفسجي على مساحات مشرقة في لوحات رمزت إلى الألفة والحنين إلى ذكريات الزمن الماضي، ففسرت استخدامها للبنفسجي بأنه خليط الأحمر والأزرق رمز الفرح والسلام والحياة.
ومن التقنيات الجديدة في أسلوبية الفنانة طه تجزيء اللوحة وتقسيم الصورة الواحدة إلى رباعيات وثنائيات تعبيراً عن المشاعر المجزأة التي طغت على حياتنا في وقتنا الحالي وعلى الانفصال والفراق والبعد الاجتماعي وتباعد المسافات، ورمزت إلى العجينة اللونية الخشنة بكثافة الصور بالذاكرة التي تعج بحكايات قديمة.
كما أشركت المتلقي معها بقراءاته الخاصة لمساحات الفراغ باللون الأبيض المشوب بالبنفسجي.
البعث ميديا || ملده شويكاني