الشاعر ميشيل العيد… تجربة تمزج الشعر الكلاسيكي بالحداثة
من حضور الجولان الراسخ في وجدان السوريين وارتباط أهله به ظهرت موهبة الشاعر الشاب ميشيل العيد الذي وجد في كتابة الشعر فضاء رحباً يتيح له التعبير عن هذا الانتماء وعما يجيش في صدره مختاراً لنفسه أسلوب الشعر الموزون.
وعن تفضيله للشعر العمودي على غيره يقول العيد إن القصيدة الكلاسيكية استهوته منذ البداية ثم انتقل إلى كتابة قصيدة التفعيلة، مؤكداً أن قدرة قصيدة العمود على استيعاب الحداثة تتوقف حسب قدرة الشاعر وتحليقه في القصيدة وعلى غرضها وما يريد الشاعر إيصاله للجمهور.
ويجد العيد أن دخول الرمز على القصيدة الحديثة أمر نسبي فليست كل المواضيع بحاجة إلى الرمز والإيحاء والغموض للوصول إلى النفس البشرية، كما أنه ليست كل القصائد صالحة للإلقاء على المنبر الذي يتطلب من الشاعر الوضوح والقوة في عرض الصور الشعرية.
أما المعيار الأساسي لتحديد قيمة الشعر برأي العيد فهو جودته لا شكله، مبيناً أن سمات الشعر لم تكن ثابتة بل اختلفت عبر العصور لذلك يجب عدم إنكار الإبداع لدى الأقدمين وتطور القصيدة لديهم ليصل إلى نتيجة أن الشاعر المميز هو الذي يستطيع دمج القدامة بالحداثة واضعاً بصمته الخاصة.
العيد الذي أسس مشروعاً ثقافياً باسم الحبق يوضح أنه ملتقى شهري قام بالتعاون مع المراكز الثقافية ويهدف إلى إعطاء الفرصة للمواهب التي لم تحظ بمكان للظهور أمام الجمهور في الأدب والرسم والغناء والعزف والخط والأعمال اليدوية ومنحها منبراً لكسر حاجز الخوف والرهبة ولتأخذ دفعة معنوية بالتشجيع للاستمرار، مبيناً أن اختيار اسم الحبق جاء لأنه يبدأ بورقة واحدة ثم يكبر شيئاً فشيئاً حتى يصبح عائلة متكاملة.
ويعتبر العيد أن المبادرات الثقافية الفردية الرديفة لمؤسسات الثقافة العامة أثبتت مكانتها وحضورها في الواقع الثقافي ولا تزال تلعب دوراً فاعلاً في عدة محافظات.