أكثر من ألف دونما طالتها حرائق غابات ريف حماة قبل أسبوعين
لعل السؤال الملفت للنظر دائما مؤداه: لماذا تقلل المعنيون من حجم مساحات الغابات التي تطالها الحرائق، ولا تظهر الأرقام الحقيقية إلا عند عملية التشجير وإعادة ترقيع هذه المساحات، طبعا هنا الأسباب معروفة لإظهار حجم وضخامة عمليات الغرس ورفع نسبة تنفيذ خططهم، لكن مثل هذه الأمور أمست مكشوفة وواضحة، ووحدهم أي المعنيون لا يدرون بأننا ندري.
وبالعودة إلى الحرائق التي طالت غابات مصياف وحراج الغاب في الأسبوعين الآخرين من الشهر الفائت ومطلع هذا الشهر، فقد ذكر مدير حراج زراعة حماة عبد المعين اصطيف بأنها لا تتعدى عن الخمسمائة دونم تلك التي طالت غابات المطلة على بلدة حيالين وصولا للمواقع القريبة من بلدة دير ماما.
وأضاف اصطيف بان الحريق الذي طال غابات عاشق عمر واللقبة هي الأخرى لا تتعدى عن ال200 دونما من السنديان والصنوبريات والبلوط والبطم.
بموازاة ذلك قال مدير حراج هيئة تطوير سهل الغاب المهندس سامر عيسى: بأن الحريق الذي طال موقع المطل على نهر البارد طريق عام بيت ياشوط بلغت مساحته 300 دونما في حين بلغت مساحة حريق بلدة نبع الطيب 275 دونما جلها من أشجار الصنوبريات المعمرة.
معللا سبب التأخير في إخماد هذه الحرائق غالبا ما كان جراء ضعف الإمكانيات، وعندما سألناه ما المقصود بذلك..أجاب قلة عدد الآليات وقلة عدد العاملين في مجال إخماد هذه الحرائق، فضلا عن غياب الطرقات الزراعية وخطوط النار التي تقسم الغابات تسهيلا للحركة فيها.
فالعديد من الحرائق وقعت في مناطق لا تستطيع الآليات الوصول إليها، وحتى عناصر الإطفاء كانوا يواجهون صعوبة فائقة في الوصول والصعود إليها.
الخلاصة: تشكل حرائق الغابات نقطة سوداء في جبين العابثين في الشؤون البيئية، وبخاصة عندما يتعلق الآمر بالمتاجرة بالخشب، ووفقا للأرقام المتداولة لجهة المساحات التي طالتها حرائق الشهر الفائت نستطيع أن نضرب الرقم الذي صرح به المعنيون باثنين دون تردد..ويبقى صون الغابات مسؤولية الجميع لما لها من تأثير في التغيير المناخي والانحباس الحراري.
البعث ميديا || حماة – محمد فرحة