بوتين يوجه بإعداد بالرد على إطلاق واشنطن صاروخاً مجنحاً
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عزم روسيا اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أمنها بعد انسحاب الولايات المتحدة أحادي الجانب من معاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى.
وقال بوتين خلال ترؤسه جلسة لمجلس الأمن القومي الروسي اليوم “واشنطن أطلقت يديها لنشر الصواريخ المحظورة في عدة مناطق من العالم بتخلصها من قيود المعاهدة .. وانسحابها الأحادي من أنظمة الدفاع الصاروخي عام 2003 دعانا ويمكن القول استفزنا لتطوير أحدث الأسلحة التي لا مثيل لها في العالم .. لقد اضطررنا ببساطة إلى ضمان أمن شعبنا وبلادنا ونحن نفعل هذا الآن وسنفعل ذلك في المستقبل”.
وأضاف بوتين “إن الولايات المتحدة أعلنت في الـ 18 من آب الجاري عن تجربة إطلاق صاروخ مجنح ذي منصة إطلاق أرضية.. وكما يعلم الجميع فإن هذه الأسلحة تصنف على أنها محظورة بموجب معاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى لعام 1987 وبالإضافة إلى ذلك فإن استخدام منصة الإطلاق ام كي 41 اثناء الاختبار يؤكد تماما صحة احتجاجات الجانب الروسي للولايات المتحدة خلال فترة سريان المعاهدة”.
وبين بوتين “لقد أشرنا مرارا وتكرارا إلى أن نشر الأميركيين مثل منصات الإطلاق هذه على الأرض على أساس الدفاع الصاروخي في رومانيا ونشرها لاحقا في بولندا يعد انتهاكا مباشرا وكبيرا وصارخا لمعاهدة الحد من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى وقد رفض الأميركيون هذا الحديث بعناد مدعين أن هذه المنصة لا يمكنها إطلاق صواريخ كروز والآن أصبحت حقيقة الانتهاك واضحة ومن المستحيل الخلاف عليها وهم اعترفوا بذلك بأنفسهم”.
وأشار بوتين إلى أن ما يلفت الانتباه هو أن الاختبار الأميركي لهذا الصاروخ المحظور بموجب المعاهدة تم بعد 16 يوما فقط من مبادرة واشنطن إلى التخلص من المعاهدة المذكورة ومن الواضح أن هذه الخطوة لم تكن ارتجالية بل شكلت حلقة تالية من سلسلة الاحداث التي تم التخطيط لها وتنفيذها في وقت سابق وهذا يؤكد فقط صحة مخاوفنا التي عبرنا عنها من قبل.
وتابع بوتين لقد كانت لدينا في السابق معلومات تفيد بأن الولايات المتحدة تشارك منذ فترة طويلة في إنتاج أسلحة محظورة بموجب المعاهدة ولقد أشرنا إلى ذلك مرارا وتكرارا لشركائنا وفي المقابل نظم الأميركيون حملة دعائية حول عدم امتثال روسيا المزعوم لأحكام هذه المعاهدة.. وكما هو واضح الآن للجميع كان غرضهم الوحيد هو التستر على العمل الذي كانت تقوم به واشنطن في انتهاك للمعاهدة ونيتها منذ البداية الانسحاب منها.
وأضاف بوتين: يقول السياسيون الأميركيون ذوو المرتبة العالية والمستوى الرفيع إن نشر أنظمة جديدة يمكن أن يبدأ من منطقة آسيا والمحيط الهادئ ولكن هذا يؤثر أيضا على مصالحنا الأساسية لأنه قريب من الحدود الروسية”.
وأكد الرئيس بوتين أن موسكو لن تنجر إلى سباق تسلح وقال “لم ولن نرغب بالتورط في سباق تسلح مكلف ومدمر لاقتصادنا” مبينا أن روسيا تحتل المرتبة السابعة فى العالم من حيث الانفاق الدفاعي.
وكلف الرئيس بوتين وزارتي الدفاع والخارجية تحليل مستوى التهديد الذي تشكله تجارب الصواريخ الأمريكية على روسيا وقال”مع مراعاة الظروف الجديدة أطلب من وزارتي الدفاع والخارجية وغيرهما من الادارات ذات الصلة تحليل مستوى التهديد الذى تشكله اجراءات واشنطن على بلدنا واتخاذ تدابير شاملة لاعداد رد متكافىء”.
وأضاف في الوقت نفسه أنه لا تزال روسيا منفتحة على إجراء حوار متكافئ وبناء مع الولايات المتحدة الأميركية لاستعادة الثقة وتعزيز الأمن الدولي.
وتعمدت واشنطن تقويض معاهدة الصواريخ قبل وقت طويل من اعلانها الانسحاب منها كما أعلنت هذا الاسبوع عبر وزارة الدفاع “البنتاغون” إجراء تجربة على صاروخ متوسط المدى فى جزيرة سانت نيكولاس قبالة ولاية كاليفورنيا مشيرة إلى أن الصاروخ حلق لأكثر من 500 كيلومتر وذلك بعد إعلان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في الثاني من الشهر الجاري رسميا انسحاب بلاده من المعاهدة.