مينا الأسنان.. أهميتها وكيفية الحفاظ عليها
تآكل مينا الأسنان قد يحدث لأي شخص وفي أي عمر.. فما هي مينا الأسنان؟ وما أهميتها؟ وما هي أسباب تآكلها؟ وكيف يمكن الحفاظ عليها؟
ما هي مينا الأسنان..؟
مينا الأسنان هي الطبقة السطحية الصلبة الخارجية لأسنانك، التي تحميك من تسوس الأسنان.
تعتبر مينا الأسنان من أقوى المواد المعدنية في جسمك، حتى أقوى من العظام ذاتها، لكن رغم قوتها تلك فإن الأحماض اليومية التي تتركها الأطعمة والمشروبات، خاصة تلك التي تحتوي على الحلوى والسكريات الزائدة أو النشويات، بإمكانها أن تجعل المينا في خطر.
فالبكتيريا التي تخلفها الأطعمة تُنتج أحماضاً يمكن أن تضعف وتدمر مينا الأسنان.
ما أهمية مينا الأسنان..؟
تعود أهمية مينا الأسنان إلى كونها تساعد في حماية الأسنان من الاستخدام اليومي مثل مضغ الطعام وطحنه.
وهي أيضاً تحمي الأسنان من درجات الحرارة المُختلفة، سواء أكنت تتناول أطعمة ساخنة أو مشروبات مُثلجة.
كما تحمي من المواد الكيميائية المؤلمة المُحتملة، إلا أن الخطورة تكمن في تآكل المينا، لتترك الأسنان تواجه المخاطر التي تُهاجمها بمفردها.
على عكس العظام المكسورة التي يستطيع الجسم إصلاحها، لا يتمكن الجسم من إصلاح المينا، فبمجرد تآكلها، يقع الضرر إلى الأبد.
فالمينا لا تحتوي على خلايا حيّة ليتم تجديدها، وبمُجرد أن تُكسر أو تتشقق لا يستطيع الجسم إصلاحها.
الأضرار التي تصيب الأسنان:
هناك نوعان من الأضرار التي يمكن أن تصيب الأسنان:
أولاً: التآكل والتعرية لمينا الأسنان: يحدث التآكل بسبب حدوث احتكاك شيء ما بالأسنان، مثل تنظيف أسنانك باستخدام فرشاة أسنان ذات شعيرات صلبة، أو احتكاك الأسنان بأدوات تنظيفها أو كشط الأسنان أو استخدام أطقم الأسنان الجزئية، فكل هذه الأشياء تحتك بشكل مُباشر بالأسنان، وهذا الاحتكاك يكون من الأسباب المُحتملة لتقشير الأسنان وتآكلها.
ثانياً: التعرية، وتحدث عندما يتم تعريض مينا الأسنان للأحماض الناتجة عن بعض الأطعمة والمشروبات، أو بعض الأحماض التي يتم تجميدها في المعدة.
يُمكن أيضاً أن تتآكل مينا الأسنان بسبب السموم التي تُطلقها البكتيريا التي توجد حول اللثة.
أسباب تآكل الأسنان:
يحدث تآكل الأسنان عندما تتآكل مينا الأسنان بسبب الأحماض، وهناك عدّة أسباب مُباشرة ينتج عنها تآكل مينا الأسنان، مثل:
– الاستهلاك المُفرط للمشروبات الغازية، التي تنتج عنها مستويات عالية من الأحماض الفسفورية وحمض الستريك.
– عصائر الفواكه، التي رغم فوائدها فإنها تحتوي على بعض الأحماض.
– جفاف الفم أو انخفاض تدفق اللعاب.
– نقص الكالسيوم ونقص فيتامينات A وC وD وأمراض الكبد.
– تناول نظام غذائي مرتفع في نسب السكر والنشويات.
هل يمكن تقوية مينا الأسنان طبيعياً..؟
هناك معلومات أساسية بسيطة عليك أن تتعرف عليها لتفعلها فتعمل على تقوية مينا أسنانك بشكل طبيعي، وعلاج نقص المينا في الأسنان. وهناك أشياء أخرى عليك تجنبها حتى لا تتعرض مينا أسنانك للتآكل والفقد للأبد، ومن هذه الأشياء:
1- تقليل الكربوهيدرات من نظامك الغذائي، يتكون مينا الأسنان من الكالسيوم والفوسفور وعندما تتآكل هذه المعادن تُصبح المينا رقيقة وضعيفة، وكلما كنت تعتمد على نظام غذائي يحتوي على الكثير من الكربوهيدرات فإنه يتولى تغذية البكتيريا في فمك، وتُطلق هذه البكتيريا حامض الفايتيك، الذي يبدأ بعد ترسبه على الأسنان بإزالة المينا والعمل على تآكلها.
2- علاج جفاف الفم عند حدوثه، فاللعاب يعمل كعامل مُحايد ضد حمض الفايتيك، وهو يُساعد على تقوية الأسنان وإعادة صقلها بالمعادن التي يحويها.
3- المشروبات الحمضية مثل المشروبات الغازية وحتى عصير الليمون هي أيضاً مُضرة لمينا الأسنان، لذلك فإنه من المهم تجنب شرب الصودا قدر الإمكان وشطف الفم بعد تناول أي مشروبات حمضية.
4- لا تختر أي معجون أسنان، فليست جميعها على درجة واحدة من الكفاءة. استخدِم علامة تجارية تحتوي على الفلورايد لتحصين وحماية أسنانك.
5- تجنب السكر والنشا: فالأطعمة التي تتشبث بأسنانك لفترة طويلة مثل الآيس كريم والعسل والصودا والسكر والفواكه المُجمدة والكعك والبسكويت والحلوى الصلبة، كلها تُعرض المينا للتآكل أكثر من غيرها من الأطعمة التي يسهل غسلها عن طريق اللعاب والتخلص من آثارها.
6- واظب على نظام غذائي جيد: فيمكن لجسدك تقوية المينا الضعيفة إذا كنت تأكل الأطعمة المقوية، كمنتجات الألبان، والتي تحتوي على الكالسيوم والفوسفور اللازمين لتقوية وإعادة مينا الأسنان، فقط لا تنسَ تنظيف أسنانك بعد تناولها، بالإضافة إلى كون هذه المُغذيات تعزز إفراز اللعاب، والذي له تأثير وقائي ضد البكتيريا.
7- استخدام فرشاة الأسنان الصحيحة: للحفاظ على مينا الأسنان قوية توصي جمعية طب الأسنان الأمريكية بغسل الأسنان بالفرشاة مرتين يومياً، وأيضاً بعد تناول أي من الأطعمة التي تضرّ المينا، وأن تكون الفرشاة ناعمة الشعر، ويتم استبدال الفرشاة كل ثلاثة أو أربعة أشهر.
علاج تآكل مينا الأسنان عند الأطفال:
الفحص المبكر والتشخيص ضروريان، هذا هو السبب في أن الأطفال يجب أن يروا طبيب أسنان في وقت ما بين ظهور الأسنان الأولى وعيد ميلادهم الأول.
يعتمد العلاج على درجة المشكلة، وتتمثل أهداف العلاج في: منع تسوس الأسنان، الحفاظ على بنية الأسنان وجعلها في أفضل حالاتها.
قد لا تحتاج بعض العيوب الصغيرة التي لا تتسبب في اضمحلال الأسنان وحساسيتها إلى العلاج على الفور، بل تظل هذه العيوب تحت المُلاحظة الطبية.
قد يُوصي الطبيب باستخدام الفلورايد الموضعي للمساعدة في حماية الأسنان، وفي حالة الحساسية أو ظهور التجاويف أو ظهور التآكل في الأسنان يبدأ الطبيب في اختيار نوع العلاج المُناسب من أنواع الحشو المُختلفة.
– بعض المشاكل في الجهاز الهضمي تؤدي أيضاً إلى تآكل مينا الأسنان نتيجة للأحماض التي تُجمدها المعدة.
– الإصابة بمرض داء الارتجاع المعدي المريئي، أي عندما يتدفق حمض المعدة راجعاً إلى أنبوبة تصل الفم بالمعدة (المريء). يمكن أن يحدث هذا الارتجاع على الأقل مرتين اسبوعياً.
– بعض الأدوية مثل الأسبرين.
– العوامل الوراثية والبيئية.
هل يمكن استرجاع مينا الأسنان؟
بعد التعرف على أهمية مينا الأسنان قد تسأل نفسك ما الذي يمكنك فعله لإعادة المينا الثمينة إليك إذا كنت قد فقدتها بالفعل؟
توجد اليوم الكثير من المنتجات من معاجين الأسنان إلى غسولات الفم وغيرها، والتي يُزعم أنها تساعد في استعادة المينا المفقودة، ولكنها وعود صعبة التحقق.
مينا الأسنان هي أصعب نسيج في الجسم، لأنها ليست نسيجاً حيّاً، لذلك لا يمكن تجديد مينا الأسنان بشكل طبيعي وتلقائي.
كذلك لا يمكن إعادتها بعد تعرضها للتآكل بشكل مُصطنع باستخدام علاجات مُعينة أو غيرها، كل ما يُمكن فعله هو تقوية مينا الأسنان بحيث لا تتآكل وتُفقد للأبد.
وهذا ما تفعله معاجين الأسنان، التي تزود الأسنان بالكالسيوم والفوسفات، كما أنها تقوي المينا عن طريق الفلورايد الذي يلتقط المعادن من اللعاب ويُجبرها على الذهاب إلى الأسنان.