قراءة في كتاب “علي الخالد.. الفنان الإنسان”
يوطد الكاتب أنور الرحبي بصمته النقدية،. وبوحه الفني بكثير من الشغف في كتاب: (علي الخالد- الفنان الإنسان)
في هذا الكتاب، لمؤلفه الفنان والناقد والإعلامي أنور الرحبي، الذي سبق وان صدرت له العديد من المؤلفات على سبيل المثال ( غرافيك وشعر. دار الآداب – بيروت. ومقامات أنور الرحبي- بيروت. ومقامات ملونة – دمشق.
في هذا الإصدار الأحدث للفنان أنور الرحبي. عن الفنان التشكيلي السوري علي الخالد. والذي الموسوم ب : (علي الخالد – الفنان الإنسان ) الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب. يقدم لنا المؤلف كتاب على غاية من الأهمية. يتناول فيها تجربة فنان سوري ترك بصمة في مشهد التشكيل السوري.
( مساحات واسعة من الجمال تأخذ بلب الناظر إليها، وتروي قصة نجاح لاتنتهي لمهندس فن الحفر المعاصر في سورية، الحفّار علي الخالد” حفيد زنوبيا” الذي اكتسب مكانة مرموقة في عالم الفن لدقة أعماله، والذي حفر لاسمه كأنموذج للفن الخالد.
إن فكرة إصدار كتب فنية عن فنانينا في سورية هي فكرة تأخرت كثيرا، إذ لابد من تحقيق هذا الأمل الذي كنا نطمح إليها حتى نعطي الفنان السوري حقه ونحفظ له المكانة التي من التكريم والتعريف بفنه وإنتاجه على مراحل من حياته.
وإذا كان بين أيدينا اليوم على سطح هذه الصفحات من إنتاج أدبي وتشكيلي عن الفنان علي الخالد فإن هذه الحملة الثقافية والبصرية لن تقف عند فنان وآخر، بل نأمل أن تستمر حتى تشمل أكبر عدد ممكن من فناني سورية للتعريف بالفن التشكيلي وجملة مساراته واختصاصاته. من حيث أن الفنان السوري الذي ماانفك يخوض غمار معركة التشكيل العالمية.
تلك بعض من جمل قدم فيها الفنان أنور الرحبي لكتابه هذا.
ومن ثم سنكون عند ( بيبلوغرافيا مكثفة في الصفحتين 6و7). ومن ثن يحدثنا الفنان عن اللقاءات التي حدثت بينهما.
في الفصل الموسوم ب التقيته. يتحدث فيها أنور الرحبي وبكثير من الدقة عن تلك اللقاءات التي بدأت في اتحاد الفنانين التشكيليين. ومن ثم تلك المعارض التي تلت تلك المعارض. ومن ثم نقرأ في الكتاب وتحت عنوان: ( التجوال في عوالم الخالد) ص 12. وهنا ومنذ البدايات سنكتشف ذاك الوفاء والصدق وتلك الذائقة الفنية والحساسية العالية التي يتمتع ويتميز فيها الفنان أنور الرحبي اتجاه زملائه من أهل الفن. ويكشف لنا الرحبي في كتابه القيم هذا، جوانب ليست معروفة لنا، مثل محاولة دراسته التاريخ والفن التشكيلي في جامعتين، ومن ثم انقطاعه عن متابعة دروسه في كلية الفنون الجميلة، مما استدعى غضب أستاذه الفنان لؤي كيالي، مما دفعه لزيارة علي الخالد وسأله عن عدم متابعته لدروس كلية الفنون.
فقال له: علي الخالد: أن لاطاقة مادية لديه في تأمين الكرتون والألوان والكتب، وقال له الكيالي: أرسم على الجهة الأخرى من ورقة زميلك وأنا أقبل بذلك.
يتابع المؤلف رحلته مع عوالم الفنان علي الخالد. أثناء ارتياديه للمدرسة الوطنية بباريس، ويقول: حرص علي الخالد التعرف على جنسيات متنوعة وثقافات مختلفة من العالم عبر فنانيها الموفدين.ص 22
في فصل مهم ولافت وتحت عنوان أثر المطبوعة الملونة وبالأبيض والأسود . يضعنا مؤلف هذا الكتاب أما قراءات تأويلية جمالية معرفية حداثوية ولربما أبعد من الحداثة. عبر رؤيا لناقد فذ وفنان فذ أنور الرحبي.
في هذا الفصل كما في باقي فصول كتابه القيم هذا يقدم الرحبي شهادات مكتوبة، وشهادات من صور لوحات للفنان علي الخالد، توثق لرؤية الكاتب الرحبي ولقرائه سيرة فن صاغته الأيام على شكل صخرة تحولت لقطعة من جليد دافئة.
في الفصل الموسوم ب حوار طويل. سنكون وجها لوجه مع علي الخالد وأنور الرحبي وسنكتشف هنا. تجربة أنور الرحبي الإعلامية وتجربته كفنان تشكيلي مهم جدا، وقراءته الصادقة للمشهد التشكيلي السوري.
وبالتالي سنكون أما فصلا لافت ومهم في كتابنا هذا: الطباعة والطباعة الملونة. وهنا يرى الرحبي: ( إذا كانت عملية الحفر لاتأخذ الوقت الكبير في عملية إنتاج لوحة حفر التحبير الجيد والذاتي، لايستطيع أن يأمر به إلا ذات الفنان، فالفنان الهولندي رامبرانت كان في كل طبعة ينظف السطح الطباعي ( الكليشية) شكل يختلف من غيره، وهذا ما نسميه التنظيف الذاتي. أما إنتاج عمل فني بالأبيض والأسود فإن ذلك لايستغرق الزمن الذي يكلف الفنان مثل إنتاج عمل فني مطبوع بالألوان. ص 50- جمالية هذا الكتاب أنه موثق بصور وبشهادات وتواريخ مهمة. وصور بالألوان لأعمال الفنان.
أجزم ومن خلال متابعاتي للمشهد الثقافي الفني والتشكيلي الخ. أن أحدا ما لم يقف عند تجربة الفنان علي الخالد. مثلما توقف عندها الفنان والناقد أنور الرحبي. في كتابه علي الخالد – الفنان الإنسان – تأليف أنور الرحبي. الهيئة العامة السورية للكتاب.
البعث ميديا – أحمد عساف