كمي الحلبي للبعث ميديا: لا أريد للعنصر الواقعي أن يطغى على المتممات
“سورية أيقونة السلام” العنوان الذي اختاره التشكيلي كمي الحلبي لمعرضه المقام حالياً في صالة السيد والذي لا يختصر برموزه ودلالاته سنوات الحرب العجاف التي حاولت تخريب وتدمير سورية، وإنما يستحضر قدر سورية وتاريخها, فسورية – كما ذكر- كانت مصفاة للغزاة لموقعها الجغرافي الهام, فرغم كل الحروب والصعاب التي عاشتها سورية تمسكنا بجذورنا وهويتنا وتاريخنا، وقدمنا للعالم حضارة.
من هنا انطلقت فكرة المعرض فكانت الأعمال موغلة بالقدم وكل لوحة تمثل سورية أيقونة الجمال التي ما تزال وستبقى أيقونة مهما مرّ عليها من أطماع وإرهاب.
أما من حيث التقنيات فأوضح الحلبي بأن الأعمال بالألوان الزيتية بُنيت على وجود العنصر الطبقي الواقعي الواحد المكوّن الحامل المركزي للوحة الذي يحاكي الواقعية ويمثل نصف العمل، إضافة إلى الكتابات القديمة والدوائر والرموز الخاصة بتعبيراته التي تتقاطع حيناً، وتختلف حيناً مع رموز حضارات قديمة.
وأضاف: “يوحي الإخراج العام للوحة بأنه ملصق بطرد ما ممهور بختم يتضمن رسائل خفية يستشف منها المتلقي ملامح الماضي السحيق لعلوم الحضارات القديمة، مثل دور المثلث الذي يمثل العقل والروح ليأتي الخط الثالث ويعني المادة فيصبح المثلث مصفوفة توازن الحياة مع عنصر النباتات ورمز السمكة الدال على الوفرة”.
وأكد الحلبي أن كل هذه العناصر أخذت دور المكوّن الإيحائي المحيط ببورتريه المرأة الذي يرمز إلى دورها، فهي لا تعني نصف المجتمع فقط لأنها على مدى العصور خطت وبنت وسطرت مقومات الحياة.
وأشار الحلبي في حديثه عن تغير الحالة البصرية من المرأة إلى أن رمزية الحصان ليتوقف عند رأس الحصان بخفض رأسه إلى الأسفل فهذا لا يعني انكساره وإنما يعني الحكمة والرأي السديد، وهذا رمز معروف في الحضارات القديمة.
ومن حيث الاضاءات المتناثرة بيّن الحلبي بأنها تمثل الطاقة المتفجرة من رأس الأنثى الممتد تأثيرها في كل المجالات ولم يركز على الحالة الجمالية، ولا على إغراءات اللون، مضيفاً: إنه “بعد الرسم الواقعي أقوم بالهدم بالأكسدة والتعتيق وسحب اللون بتفاعلات وزيوت تقنيات عدة لتكوين البعد الزمني وحالة الصدق بالرؤية البصرية”.
ولفت الحلبي إلى وجود أساليب حديثة تخدم المنتج, وليس بالضرورة استخدام أداة ما أو الفرشاة والريشة، وكذلك اللون موجود وغير موجود والسطوح كلها مشغولة من حيث الحركات.
ومن الخصائص الثابتة بلوحة الحلبي لا وجود للبعد الثلاثي أو الثنائي مبتعداً عن أهمية العنصر الواقعي للمرأة والحصان كي لا يطغى على الحالة الفكرية، وعلى الدوائر التي ترمز إلى الحب.
وأردف الحلبي: “لا أريد للعنصر الواقعي أن يحضر بقوة باللغة البصرية ويطغى على المتممات بالأحرف والداوئر والرموز، وأعمل على إحداث لغة خاصة منفردة تعبر عني وتكون ثابتة ومقنعة فالعناصر المتممة ليست للتزيين، وهذه الدوائر والتوصيل بخطوط متقطعة مسطرية بين بعضها تحدث مساراً يكتشفه المتلقي فيما يتعلق بالعلم الفلكي وتأثيره على العلاقات البشرية”.
يذكر أن الحلبي شارك في العديد من المعارض, كونت خلفية سمحت له بتطور تجربته.
ملده شويكاني