نصر الله: الحل يجب أن يقوم على قاعدة عدم الوقوع بالفراغ في المؤسسات
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن لبنان يمر بأوضاع حساسة ودقيقة مشددا على أن الحراك الشعبي المطلبي في لبنان حقق حتى الآن إيجابيات يجب الحفاظ عليها إذ فرض على الحكومة أن تقر موازنة بلا ضرائب ولا رسوم كما صدرت ورقة الإصلاحات المهمة جدا وغير المسبوقة.
ووصف السيد نصرالله في كلمة له اليوم حول التطورات الأخيرة الورقة الإصلاحية بالخطوة المتقدمة جداً مؤكداً أنها ليست وعوداً بل هي للتنفيذ ولن تكون حبراً على ورق والحكومة مصممة على تنفيذ قراراتها ضمن المهل الزمنية المحددة معتبرا أن من أهم القوانين التي طرحت هي استعادة الأموال المنهوبة ومشروع قانون عدم التهرب الضريبي ومكافحة الفساد.
وفي السياق أشار السيد نصرالله إلى أن مشاركة حزب الله في الحراك يأخذه إلى مسار آخر ومن مصلحة الحراك أن يبقى بعيداً عن الأحزاب إلا أن بعض الأبواق والإعلام الخليجي حاول القول من اليوم الأول بأنه تم تهديد المتظاهرين.
ولفت السيد نصرالله إلى أن الحراك شكل “كي الوعي” لدى المسؤولين وكان له تأثير كبير على عدد منهم كما أعادت هذه التجربة الثقة والأمل للبنانيين بأنفسهم وأوجدت مناخاً ممتازاً في البلد يفتح الباب أمام القوى السياسية في مواجهة الفساد وجرأة في ذلك ومن جملة هؤلاء الجادين حزب الله الذي سيدفع مع القوى الأخرى إلى الإسراع بإقرار قانون مكافحة الفساد ورفع السرية المصرفية والحصانة واستعادة الأموال المنهوبة.
وشدد السيد نصرالله على أن الحل يجب أن يقوم على قاعدة عدم الوقوع في الفراغ في المؤسسات والسلطة لأنه إذا حصل في ظل الوضع الاقتصادي المأزوم والتوترات في البلد والإقليم سيؤدي إلى الفوضى والانهيار وقال: “لا نقبل بإسقاط العهد ولا نؤيد استقالة الحكومة ولا انتخابات نيابية مبكرة”.
وتابع السيد نصرالله: “نحن نحمي البلد من الفراغ الذي سيؤدي إلى الفوضى والانهيار وننظر إلى أبعد من البعيد.. وديننا وأخلاقنا توجب علينا حماية أولادنا وأهلنا بالمقاومة بالدماء والأموال والسياسة.. وأن ندفع ضريبة حماية البلد سياسياً أهون من ضريبة دفع الدم” داعيا المتظاهرين إلى اختيار ممثلين وقيادة لهم وتحديد مطالبهم والاحتجاج بشكل إيجابي.
وأشار السيد نصرالله إلى أن البعض يثير مناخات في البلد بأن بعض القوى السياسية تدفع الجيش لإطلاق النار على المتظاهرين وهذا كذب وتضليل ومرفوض والمطلوب من الجيش حمايتهم والدولة تتحمل مسؤوليتها إذا حصل أي اعتداء على الأملاك والناس.
وكشف السيد نصرالله عن وجود معلومات تفيد بأن الوضع في لبنان دخل في دائرة الاستهداف الإقليمي الذي يوظف جهات داخلية لافتا إلى أن الحراك بدأ عفويا من دون تدخل الأحزاب ولكن اليوم لم يعد كذلك بل هناك تمويل واضح له من قبل أحزاب معينة وجهات مختلفة معروفة بشخصياتها.
وقال السيد نصرالله إن “المطالب التي يتم رفعها اليوم ليست مطالب الفقراء.. بل هناك جهة من الحراك تقوم بإعداد ورقة للطلب من مجلس الأمن الدولي إخضاع لبنان للفصل السابع.. كما يتم استخدام بعض الساحات للتصويب على سلاح المقاومة.. وهناك من بين المجموعات التي تقود الحراك فئة وطنية وصادقة وفئة أخرى تضم أحزاباً سياسية معروفة كانت في السلطة وهناك تجمعات وفئات ترتبط بسفارات أجنبية وهناك من يبحث عن ثأر سياسي وتصفية حسابات”.