موسكو: إرهابيو “الخوذ البيضاء” يجهزون عمليات استفزازية في سورية
حذرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من أن جماعة ما تسمى “الخوذ البيضاء” التي تدعي أنها منظمة إنسانية تحضر مع الإرهابيين لتنفيذ استفزازات باستخدام أسلحة كيميائية في سورية.
ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن زاخاروفا قولها في تصريح صحفي “إن المعلومات حول أنشطة الخوذ البيضاء تتأكد لنا كل الوقت.. ووفقا للتقارير التي ترسلها الحكومة السورية بانتظام إلى الأمم المتحدة فإن أصحاب الخوذ البيضاء والإرهابيين يعدون لاستفزازات كيميائية جديدة في سورية” مشيرة إلى أن هدفهم واضح ألا وهو تقويض التسوية السياسية للأزمة في سورية.
وأضافت زاخاروفا إنه في الوقت الراهن تعمل “الخوذ البيضاء” بالقرب من إدلب وهي تتعاون مع تنظيم جبهة النصرة الإرهابي.
ولفتت إلى أن قرار الولايات المتحدة تخصيص 5ر4 ملايين دولار من أجل دعم هذه الجماعة هو مثال على إصرارها على اتباع نهج ازداوجية المعايير في الحرب ضد الإرهاب مشددة على أن “موسكو تشعر بخيبة الأمل من قرار واشنطن هذا ومن دعوتها الدول الأخرى لدعم هؤلاء العاملين الزائفين في المجال الإنساني”.
وبينت أن روسيا كشفت علنا عن أدلة على ارتباط “الخوذ البيضاء” بالإرهابيين وقالت: “نود التأكيد مجددا على أن الخطوات التي تصل إلى حد التواطؤ مع الإرهاب أمر غير مقبول مطلقا”.
وكان البيت الأبيض أعلن في الـ22 من تشرين الأول الماضي عن موافقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منح ما تسمى جماعة “الخوذ البيضاء” الإرهابية مبلغ 5ر4 ملايين دولار وذلك في إثبات جديد لارتباط واشنطن بالتنظيمات الإرهابية التي تستخدمها كأداة في تنفيذ خططها.
كما بينت زاخاروفا أن واشنطن تقوم بتهريب النفط من آبار شمال شرق سورية موضحة “أن الأمريكيين تجاوزوا العقوبات التي فرضوها بأنفسهم وهم يقومون بتهريب النفط من سورية بقيمة تخطت الـ30 مليون دولار شهريا” وقالت “يبدو أنهم لن يغادروا تلك المنطقة في المستقبل القريب”.
وشددت زاخاروفا على أن ممارسات القوات الأمريكية فيما يختص بحقول النفط في شمال شرق سورية غير قانونية.
وأضافت: لا يسع المجتمع المتمدن سوى التساؤل كيف أن هذه الدولة المتحضرة التي تتعهد بشكل متواصل بالالتزام ببعض القيم الديمقراطية والقانون الدولي تعمد إلى استخراج النفط من سورية الدولة ذات السيادة وتغطي في الوقت نفسه عملها الإجرامي بذريعة محاربة تنظيم داعش مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تمارس أعمالا إجرامية في شمال شرق سورية بحجة مكافحة داعش.
وكانت وزارة الدفاع الروسية نشرت أواخر الشهر الماضي خريطة للحقول النفطية في سورية وصورا من أقمار صناعية تم التقاطها في أيلول الماضي تظهر قوافل الصهاريج التي تنقل النفط إلى خارج سورية تحت حراسة العسكريين الأمريكيين وعناصر الشركات العسكرية الأمريكية الخاصة وقال المتحدث باسم الوزارة اللواء إيغور كوناشينكوف “إن ما تقوم به واشنطن الآن هو الاستيلاء على الحقول النفطية شرق سورية وبسط سيطرتها العسكرية عليها أي ببساطة السطو والنهب على مستوى الدولة” مشددا على أن ما تقوم به واشنطن يتعارض مع أعراف القانون الدولي والتشريعات الأمريكية.
وفي سياق منفصل أعلنت زاخاروفا أن موسكو تعتبر الاحتجاجات في لبنان شأنا لبنانيا داخليا وهي تعول على إيجاد المخرج الصحيح من الأزمة في إطار الدستور والتشريعات الحالية وفقا للتقاليد السياسية السائدة على أساس حوار شامل يسمح بالحفاظ على الاستقرار السياسي الداخلي.
وأضافت زاخاروفا إن موسكو تعتبر أنه “من المهم للغاية أن تلتزم جميع الأطراف الخارجية التزاما صارما بمبدأ احترام سيادة واستقلال لبنان واستبعاد أي تدخل في شؤونه الداخلية “.