ما علاقة (زقورة أور السومرية) بأغنية المكَيّر للفنان ياس خضر
تشابه إلى حدّ ما، واضح، في العواطف والمحبة والتودد والنتائج، تلك تترك في النفس الإنسانية لتجعلها في هيام الهوى وبناء الذكريات، وتمضي وتبقى الكلمات والألحان والموسيقى التصويرية ملازمة لأكثر المولعين في التراث الفني، ونشاهد البعض من متقدمي العمر ومرهفي الحس والذوق الجميل، يجلسون في المقاهي الشعبية التراثية البريئة ويستمعون إلى المطرب الفلاني، وأغنيته الملائمة للمستمع.
ولو أردنا استعراض هذه الأغاني العربية بشكل عام والمشابهة لاحتاج الموقف صفحات، وسوف نستعرض المشابهة منها في العراق وسورية ومصر، مثلاً سنجد أغنية (المكَيّر) للفنان ياس خضر، وأغنية (عالبال بعدك يا سهل حوران) للفنان فهد بلان، أو أغنية (ياوابور قلي رايح على فين) للفنان محمد عبد الوهاب، وكذلك أغنية نجاح سلام (القطر جا وحبيبي ما جاش)، سوف تجد الاسف من جهة والأمل من جهة أخرى فيها مشتركات.
أما أغنية (المكَيّر) المثيرة للجدل، التراثية الرائعة التي عشقها المواطن العربي وأخذ يرددها ليل نهار، هذه الأغنية كتب كلماتها الشاعر العراقي (زامل سعيد فتاح)، ولحّنها الفنان الكبير (كمال السيد) وغناها الفنان الرائع (ياس خضر) كانت تمثل التراث العربي الواقعي، فهي قصة سومرية تحوّلت بمرور الزمن إلى أغنية، وهي جزء من تاريخ محافظة ذي قار (الناصرية) في العراق، كما أنها نُظمت بإيقاع سومري من قلب مدينة (أور) وتراثها قبل 7 آلاف عام من الميلاد.
إن كلمة (المكَيّر) هي تسمية تل أثري في أهوار العراق الذي سكنه السومريون وتوجد فيه الزقورة، أي (زقور أور) والمعبد السومري الشهري، أما اسم (المكَيّر) فيعود إلى قصة سومرية مفادها «أن فتان سومرية أحبّت شاباً سومرياً، ولكن أهلها امتنعوا عن زواجها من هذا الشاب، وعندما أراد مغادرة الديرة أصرّت هذه الفتاة على مرافقته لتوديعه وقد أُغرقت عيناها بالدموع وهي تعتذر له على فعلة أهلها، كان الوداع في منطقة سومرية تسمى (المكَيّر) كما جاء في اللوح السومري لزقورة أور.
تقول الأغنية التي نظمها زامل سعيد فتاح، ولحنها كمال السيد وغناها الفنان ياس خضر القزويني:
مشيت وياه للمكَيّر أودعنه
مشيت وكل كتر مني
انهدم بالحسرة والونّة
وعلى الرملة.. الرملة بضوء الكّمْرة
يناشدني.. ونشدنّه
وصاح الريل وانا وياه
يعتّ بيه وعتنّه
يجري بحبلة ويصوفر
وأنا معرّد وجرّنه
ولك يا ريل لا تكعر
خاف اتفزز السمرة
والمفطوم شيصبره
د.رحيم هادي الشمخي