المكياج السينمائي.. أداة خداع وتأثير على العقول والقلوب
كثيرون هم من لا يدركون مدى تاثير المكياج التعبيري الذي يوظف لغاية محددة، في أي عمل درامي، باعتباره عنصر مؤثر له دور قوي، ربما لاتزال تأثيراته غير معروفة، فدور المكياج ربما لايأتي بشكل فوري إلى خاطر المشاهد، وتكمن وظيفته على أكثر من صعيد في لفت النظر إلى حادثة معينة كنوع من التقنية “الفتّاكة” في سلب عقول وقلوب المتابعين، أو التأثير فيهم وفي توجهاتهم النفسية اثناء متابعة العمل السينمائي.
خدعة بصرية أم قصة حقيقية؟
وفي رصد لبعض الأراء أجراه موقع “البعث ميديا” تحدثت المهندسة المدنية و العاملة في المكياج السينمائي “منى الصوفي” عن السبب وراء اهتمامها الفائق بتعلم تقنية المكياج لخدمة السينما والدراما وماهي الحاجة لها وضرورتها في هذه المرحلة التي تتطلب مهارات عالية في ايصال رسالة تمثيلية ولو كان بالخدعة إلى عقول الجماهير، فأغلبية الأعمال عندها تجسد الجانب الإنساني، فهي مهتمة بإبراز القضايا الاجتماعية والإنسانية خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
وهي ترى أن المهارة تكمن في عدم التفريق بالعين من خلال صورة الكاميرا تحديداً إن كان ما تبرزه واقعي وحقيقي أم انها خدع بصرية كما يمكن من خلال عدسة الكاميرا أثناء تقديم أي عمل درامي خداع المتلقي بإضافة كل من التأثيرات البصرية واللونية مما يجعله في شك مستمر إن كان هذا حقيقي أو وهمي وهذا مايمكن ملاحظته من خلال أعمال منى كنموذج.
أهمية التفريق..
بالمقابل يعتقد المخرج المسرحي “مأمون الخطيب” بشكل حتمي أن المكياج في السينما الخاص بالكاميرا هو مختلف تماماً عن المكياج في المسرح ويوجد فرق كبير في التقنية المتبعة لكل منهما، وهو عنصر هام بل ومكمل لبقية عناصر العمل المسرحي الناجح كالإضاءة والصوت والديكور وغيرها، لأنه يعكس شكل ونمط وتفكير الشخصية، ويميل الخطيب الى الابتعاد عن التجميل في سبيل أبراز الفكرة من طرح الشخصية وملامحها العامة، وهو يتبع (للسينوغرافيا) وهي حالة من خلق الفضاء المسرحي لتحقيق أهداف العمل في العصر الحديث كونه يكمل الفكرة العامة للعمل المسرحي من الناحية البصرية واللونية.
عن المكياج عموماً
الجمهور دائما يؤثر ويتأثر بما يتابع من أعمال درامية وينعكس ذلك في رصد وسائل الإعلام المختلفة لموضوع المكياج حيث قالت الصحفية “علا بدور” أن هناك مبالغة بدت واضحة بالمكياج السينمائي في تقديم عدة أدوار درامية على التلفزيون، ففي مجال السينما يكون استعمال المكياج أقل من الأعمال الدرامية ومقبول ومتوافق مع الشخصيات والأحداث بتجرد، لكن في الدراما باتت المبالغة فيه كبيرة، ولايؤدي المكياج عموماً الغرض المطلوب أو الاساسي الذي يعكس جوهر العمل الحقيقي، ولابد أن لعمليات التجميل مكانة أهم عند أغلبية الممثلين أو المخرجين، دون الادراك بأن هذا ليس الأساس في نجاح العمل لأن أذواق المتابعين تختلف عموماً، واضافت بدور سابقاً كان للدراما ألقها الخاص دون تدخل أية إضافات تذكر مهما كانت، وكانت أبسط وأجمل دون تكلف حتى من ناحية الأزياء والإكسسوارات وطريقة طرح الفكرة.
ولا يمكن فصل استخدام تقنيات المكياج والصورة والاخراج والخداع في الأعمال الدرامية عن السياق التاريخي للحركة الثقافية وتأثره بالتطور الحاصل في المدارس الفلسفية السائدة والتي تفرض اشكال وانماط مختلفة وهي دوماً محط اخذ ورد ومثار جدل في الاوساط الثقافية وبين جمهور المتابعين.
البعث ميديا || مايا حمادة