مساحة حرة

رسالة تلامس هموم الناس

تشهد الساحة الثقافية نشاطاً ملحوظاً هذه الفترة من إقامة عروض مسرحية وتوقيع مؤلفات وخصوصاً إقامة معارض جماعية وفردية فنية في مجال الرسم بكل مدارسه بعد سنوات حرب عاتية أثقلت كاهل الوطن والمواطن بهموم وأحزان حالت دون إقامتها.
ولاشك بان الإبداع حاضراً في لوحاتهم فمنها ما يحاكي الواقع بخجل وغالباً يكون الخيال حاضراً وهذه هواجس الفن طبعاً، لكن الأجدى أن تحاكي حال الناس وتستقي مواضيعها من صلب المجتمع وهمومه لتكسب جمهوراً وحضوراً متميزاً.
فعند زيارتك لمعرض ما تجد رواده القلائل زملاء الفنان وأهله والقليل من المهتمين والمثقفين والصحفيين ومن النادر أن نجد زائراً من عامة الناس أو بسطاء المجتمع.
ويرجع هذا الحضور الخجول إلى انشغال معظم الناس بتأمين قوت يومهم والجري مع آلة الزمن للتغلب على ظروف حياتهم بالإضافة لغياب التوعية الثقافية إعلامياً وتربوياً لتسليط الضوء على أهمية هذا الفن الراقي.
ويسعى الفنان جاهداً للتحضير لإقامة معرض متميز لامع ويتطلب ذلك منه جهداً هائلاً ومدة زمنية ليست بقليلة ومالاً وفيراً لتغطية نفقات إيجار الصالة وشراء لوازم رسم لوحاته الغالية الثمن لتقديم رسالة معرضه بالصورة اللائقة، لكن بعد كل هذا المجهود قد يكون العمل خاسراً بالنسبة له وللمجتمع فمعرضه الذي لا يغطي نفقاته المادية بسبب البيع القليل من اللوحات، وجهده ووقته المهدورين والاهم خسارة إيصال رسالة هادفة تلامس هموم الناس عبر منبر فني ثقافي راقي.
البعث ميديا || صفوان الماضي