إسبانيا خارجاً.. نهاية أمجاد «التيكي تاكا»
خرج المنتخب الإسباني من الباب الخلفي لدور المجموعات في مونديال البرازيل 2014 وهم أبطال العالم في مونديال 2010 في جنوب إفريقيا، بعد خسارتهم المباراة الثانية على التوالي.
تدهور أداء المنتخب الإسباني بشكل ملفت في المونديال وهذا التدهور هو نتيجة عن عدد من الأسباب:
_ الضغط العالي من الخصم:
جميعنا يعلم أسلوب اللعب في المنتخب الإسباني الذي يعتمد على الاستحواذ وتدوير الكرة بين اللاعبين في جميع أنحاء الملعب واستنفاذ طاقة الخصم، لكننا رأينا في المونديال أن الطريقة التي فاز بها منتخب “الاروخا” بجميع الألقاب الممكنة باتت مكشوفة للجميع.
الضغط الدفاعي المتقدم الذي مارسه منتخبي هولندا وتشيلي أفشل التكتيك الإسباني، حيث كان الأسبان يمررون الكرة في منتصف الملعب وعند تقدمهم للأمام يصطدمون باندفاع دفاعي شرس يُفقدهم ميزة الاستحواذ.
_ ديل بوسكي وتكتيك المنتخب:
إصرار المدرب المحنك فيثنتي ديل بوسكي على نفس التكتيك، اللعب بمهاجم واحد واعتماد نفس التشكيل ونفس التبديلات فقام بالمباريتين بإخراج دييغو كوستا وإدخال فرناندو توريس العقيم جداً خارج منطقة الجزاء وإهمال المتألق في الموسم المنصرم “ديفيد فيا”، كل ذلك أفقد المنتخب الإسباني الفعالية الهجومية.
الأمر ذاته ينطبق على عدم دعوة خيسوس نافاس للمنتخب، الأمر الذي كان له أثار سلبية، فهل يعقل أن لا يوجد إي لاعب جناح في كتيبة الإسبان؟!
المنتخب الإسباني افتقد للقائد الحقيقي داخل الملعب، ففي الماضي كنا نشاهد أتشافي هرنانديز الذي كان يعتبر القائد والمايسترو داخل الملعب، هو من يسرع ويبطئ الرتم بين اللاعبين يمرر بالعمق ويشق دفاعات الخصوم… لكن هذا كان في الماضي.
فيثنتي الذي لم يتأثر بانتقادات الصحافة وقت اختيار التشكيلة، تأثر بانتقاداتها أثناء البطولة واستبعد تشافي من التشكيل الأساسي .. فإما أن تكون مقتنعاً بأن تشافي لا يُمكن الاستغناء عنه وأنه سيفيدك حتى لو مستواه منخفض أو فلتستبعده نهائياً لكن إشراكه ثم استبعاده وكأنه اكتشف فجأة في المباراة الماضية أن تشافي ليس مثلما كان!! .. المنطقي أن يعرف أن هذا هو مستواه الحالي وقد ضمه على هذا الأساس فلماذا استبعده وهو يعلم مستواه!
_ غياب الحافز والروح القتالية:
افتقاد عديد من النجوم الإسبان للحافز وتشبعهم بالألقاب إلى جانب غياب التركيز والذهنية الحاضرة تسبب في الثغرات الدفاعية الفادحة والعقم الهجومي الواضح.
_تراجع برشلونة:
السبب الأهم هو انخفاض مستوى فريق برشلونة في الموسم الماضي وهو بالتالي أدى إلى انخفاض مستوى المنتخب الإسباني الذي يعتمد بعاموده الفقري على نجوم برشلونة.. فإذا عدنا إلى السنوات الماضية نرى أن المنتخب الإسباني كان في القمة عندما كان برشلونة في القمة حيث كان يشكل نجوم “البرسا” النسبة الكبرى من التشكيلة الأساسية لفيثنتي دل بوسكي.
ترك خروج المنتخب الإسباني صدمة لدى محبي كرة القدم. هذا المنتخب الذي يضم كتيبة من ألمع وأشهر نجوم اللعبة. البعض اعتبر أن “عصر التيكي-تاكا” قد انتهى، وقد يكون لهذا الرأي ما يبرره، البعض قال إن الزمن كالكرة.. لكن الحقيقة الأخيرة هي أن أي فريق مهما ضم من نجوم، لا يمكن له تحقيق نتائج عندما يفتقد للطموح.
البعث ميديا || ماهر سليمان