مجتمع

اليونسكو.. ومشكلة الأمية

منظمة اليونسكو، المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم، ترى أن من أخص وأهم واجباتها تقديم المساعدة لمختلف بلدان العالم على التنمية، وفي نظرها إن السبب الحقيقي للمساعدة الإجرائية للتنمية هو النضال ضد الظلم أكثر من النضال ضد البؤس.

ومعلوم أن المساواة والعدالة ليستا السبب في التنمية، بقدر ما هما جوهر التنمية وروحها، وتعد الأمية في نظر اليونيسكو، واحدة من أكبر المشكلات في هذا العصر، فثمة ملايين من البشر محرومون من إمكانية الوصول إلى مصادر المعرفة التي يختارونها، ومن إمكانات الممارسة لحقوقهم، وهي الحقوق التي يستحيل إمرارها في المجتمعات الحديثة للذين لم يتوافر لديهم حق أدنى من التعليم، وهي تعمل جاهدة على استثارة حركة واسعة النطاق في سبيل محو الأمية وإيجاد الموارد للقضاء عليها، واضعة خيراتها المتراكمة منذ ما ينوف على الثلاثين عاماً تحت تصرّف الجماعة الدولية، وتصرف كل دولة من الأعضاء المشاركين فيها.

وخلال الألفية الثالثة ظهرت من المنظمة الدولية عدد من الدراسات المعنية باستراتيجيات التربية، ومن بين هذه الدراسات، تقرير اللجنة الدولية من تطوير التعليم المعنون (تعلم لتكون)، ويعدّ هذا التقرير لدى التربويين نقطة تحوّل في التخطيط التربوي، ومما جاء في تقرير اللجنة «إن محو الأمية مرحلة من مراحل التعليم للكبار، وعنصر من عناصرها، لذا ينبغي إعطاء أهمية كبرى لمحو الأمية في كل مشروع يتعلق بالكبار، وفي جميع المناطق التي لاتزال الأمية متفشية فيها، وأن يكون التعليم جماهيرياً عندما تتوفر الظروف المواتية».

ويرى الأستاذ (رينو ماهو) المدير العام السابق لليونيسكو «أن الإنسانية بتراء لا تستفيد من قسم مهم من قدراتها العقلية بسبب الأمية، وأن الأعداد الضخمة للجماهير من الأميين تمثل مضيعة خطيرة للقوى البشرية، وأن الأمية جزء من التخلف وأن تعليم الأميين يجب أن يتطور ويطبق على أنه جزء متكامل مع التنمية».

وأخيراً نقول: إن الأمية لم تعد مشكلة تسيء إلى الإحساس بالكرامة فحسب، وإنما أصبحت بمنطق العلم عائقاً أمام أي تنمية للمجتمع، وإننا بحملتنا في كل دولة عربية نحرص على تعليم جماهير الأميين، التزاماً بقيمة الإنسان الكائن الذي كرّمه الله، برفعه على سائر الكائنات وجعله خليفة له في الأرض.

د.رحيم هادي الشمخي