الشريط الاخبارياللاذقيةمراسلون ومحافظات

الواجهة البحرية لمدينة اللاذقية إلى واجهة الاهتمام الحكومي

البعث ميديا – اللاذقية – مروان حويجة

 

عادت أولوية إحياء الواجهة البحرية لمدينة اللاذقية إلى واجهة الاهتمام الحكومي من خلال طرحها كقضية تستوجب المعالجة في زيارة الوفد الحكومي إلى محافظة اللاذقية و المطالبة من ممثلي فعاليات المحافظة بإيلاء هذا الموضوع جلّ الاهتمام والمتابعة لإعادة تأهيل و إحياء ما يمكن من معالم هذه الواجهة البحرية.

وأكد السيد رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس خلال عرض الردود على مداخلات الحضور حول الواجهة البحرية و ما أشار إليه بشأن الاهتمام بالواجهة البحرية ومناطق السياحة الشعبية ولحظ هذه القضية في خطط وزارة السياحة.

وأكد عرنوس أنه لانسمح باستثمارات مهما كانت مغرية و مهما كانت إيراداتها على حساب مناطق السياحة الشعبية و المناطق الشاطئية لأنه من حق اللاذقية أن تكون فيها مناطق للسياحة الشعبية لأبناء اللاذقية و جميع أبناء سورية و أن يكون هناك متنفساً و كانت هناك مطالب إلى وزارة السياحة أن تكون هناك مواقع مخصصة للسياحة الشعبية.

وفي موازاة ذلك تأتي العودة المرتقبة لمشروعات تأهيل عدد من مواقع السياحة الشعبية على شاطى مدينة اللاذقية بحسب ما علمه موقع “البعث ميديا” من رئيس مجلس مدينة اللاذقية المهندس عصام عابدين بالتزامن مع تقديم عدة شركات بطلبات لاستثمار عدد من هذه المواقع المتاحة بحسب تأكيد رئيس مجلس المدينة، نقول تأتي هذه العودة، بعد توقف لسنوات بسبب الظروف الراهنة، لتطرح إلى واجهة الاهتمام و الأولوية – وهذا من المفترض و الضروري – قضية الواجهة البحرية لمدينة اللاذقية الممتدة كما هو معروف من شاليهات الرمل الجنوبي على امتداد الشاطئ وصولاً الى موقع ابن هاني في المدينة السياحية الشمالية حيث هناك شركات بدأت تتقدم لإعادة تأهيل بعض مواقع السياحة الشعبية و عدد من المنشآت على شاطئ البحر إضافة إلى وضع بعض المنشآت كمسبح أوغاريت في الاستثمار و لحظ مساحات للسياحة الشعبية.

والسؤال الكبير المطروح في هذا المجال، هل لايزال بالإمكان الحفاظ على معالم الواجهة البحرية لمدينة اللاذقية أو حتى بعضاً من هذه المعالم و اعتمادها أولوية أولى و مطلقة في أي خطة تأهيل أو مشروع استثمار سياحي شاطئي، و لا يخفى هنا أنه إذا كانت استعادة مدينة اللاذقية لواجهتها البحرية بعيدة المنال و ضرباً من المحال لأنها باتت أمراً واقعا على مدى عشرات السنوات من الإهمال فإن الحفاظ على ما تبقّى من هذه الواجهة وإعادة إحيائها ينبغي أن يكون واجباً مفروضاً وأمراً محسوماً في كل الاعتبارات التخطيطية المتاحة فيما تبقّى من مساحات وفراغات برغم انحسارها بفعل إهمال هذه الواجهة وعدم اعتبارها أولوية مطلقة في الخطط والبرامج والمشروعات التي تراكمت وتزاحمت وتلاصقت وارتفعت على حساب انكفاء الواجهة البحرية التي تعدّ المتنفس والأفق والمدى لأي مدينة بحرية شاطئية كمدينة اللاذقية التي باتت واجهتها البحرية حلماً ليس أكثر ويمكن أن تستعيدها فقط في شريط أرشيف صور شاطئها أما على الواقع فإن المشهد صادم بكل المقاييس العمرانية والبيئية والسياحية والتخطيطية والجمالية والملاحية وأما الأولويات الاقتصادية والاستثمارية الضرورية التي كان لها التأثير الكبير فإن مدينة اللاذقية تفتقر للمواءمة الضرورية بين واجهتها البحرية ومشروعاتها السياحية والاستثمارية وعدم اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحفاظ على الواجهة البحرية لمدينة اللاذقية على المدى الزمن الطويل.

ما نأمله أن تكون كل الإجراءات أو المشروعات أو الضوابط هدفها الحفاظ قدر الإمكان على المدى المتاح من الواجهة البحرية لمدينة اللاذقية لأن الوضع القائم حاليا من منشآت و مشروعات بات أمراً واقعاً على مدى سنوات ولكن في المقابل ولأجل إبراز ما يمكن من الواجهة البحرية فإن هناك أولوية أساسية لتحديد ارتفاعات المنشآت والمطاعم والمنشآت “على الكورنيش الجنوبي للمدينة” بحيث لا تكون هناك ارتفاعات للمنشآت لئلا تؤدي هذه الارتفاعات إلى حجب المدى المباشر للواجهة البحرية وأيضا لا يسمح بالأبنية والمنشآت المتلاصقة لأجل أن يكون هناك مسارات واسعة للتنزه و السياحة الشعبية وحركة ارتياد الشاطئ للتنزه أي أن السبيل للوصول إلى شاطئ البحر على الكورنيش، يتحقق من خلال مسارات ومسافات فاصلة وواضحة وهذا واقع حال الكورنيش الجنوبي.

أما الكورنيش الغربي لمدينة اللاذقية فإن الواجهة البحرية في منطقة الكورنيش الغربي تأثرت بشكل واضح بالمساحات الواسعة و الشاسعة المشغولة من المرفأ ولذلك ما يتم التركيز عليه يكمن في التعاطي مع الممكن عمله في إيجاد مواقع للسياحة الشعبية كما في المسابح والمنشآت العائدة لمجلس مدينة اللاذقية وإعادة تأهيلها واستثمارها كمناطق للسياحة الشعبية.