الشريط الاخباريمحليات

فلاحون كُثر كسروا الجرة .. النوايا الحسنة لا تكفي لتجعل الغلة كبيرة والمواسم وفيرة!

 

البعث ميديا – غسان فطوم

بعد أكثر من خمسة أشهر من البحث والنقاش انتهت أعمال ملتقى تطوير القطاع الزراعي  الذي أطلقته وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي في شهر شباط الماضي تحت شعار “نحو اقتصاد زراعي تنموي وتنافسي” .. تحديات وفرص.

الملتقى لم يكن مركزياً، بل تخلله على مدار الأشهر الماضية “سلسلة ورشات عمل تخصصية على مستوى المحافظات بهدف مشاركة جميع الجهات المعنية من القطاعين العام والخاص والفلاحين وممثليهم لتطوير أفكار ومقترحات وآليات للنهوض بالقطاع الزراعي وتطويره وتحديد معوقات الوصول إلى إنتاج زراعي مستدام”، وذلك حسب ما ذكر وأشار إليه المعنيون بالأمر.

وعلى خلفية المؤتمر الختامي الذي عقد منذ أيام بقصر المؤتمرات بدمشق لتقييم النتائج، وذلك بحضور رسمي كبير يتقدمه رئيس مجلس الوزراء، من الضروري أن نسأل: ماذا بعد الملتقى وهل ستنفذ النتائج التي خرج بها ؟.

البعض من المشاركين لم يتردد في القول أن النتائج كانت أقرب لخطة للبحث العلمي والأكاديمي الذي يفتقر للكثير من البيانات التي لا يمكن البناء عليها إذا ما أردنا تحقيق هدف الملتقى المتمثل بـ ” تبسيط الحوار بين مختلف الفاعلين في القطاع الزراعي من أجل مناقشة التحديات التي يعاني منها هذا القطاع على مستوى السياسات الكلية والاقتصاديات المحلية لكل منتج وتصنيف هذه التحديات وتحديد الأدوار المرتبطة بكل جهة لاستكمال سلسلة الإنتاج المستدام وإعادة هيكلة قطاع الزراعة”.

وباعتراف الدكتور جمعة حجازي رئيس اللجنة العلمية للملتقى أن مراجعة السياسات والخطط والبرامج الموجودة في وزارة الزراعة خلال الملتقى “لم تكن كافية” لتقييم الفجوات والاختناقات التي يعاني منها القطاع، الأمر الذي يحتّم العمل بالتوسع في منهج المراجعة والتحليل لفهم المشكلات القادمة.

اليوم من السهولة أن نتحدث ونتناقش ونرسم ونخطط لتطوير القطاع الزراعي أو أي قطاع آخر .. “شيء تعودنا عليه” وإذا سلّمنا بكلام السيد وزير الزراعة أن نتائج المؤتمر ركزت على تحقيق الأمن الغذائي والمائي والاكتفاء الذاتي والاستدامة في البيئة والموارد المائية والأرضية إضافة إلى استقرار الأسعار وتخفيض تكاليف الإنتاج والاستقرار المجتمعي وتطوير الإنتاج والإنتاجية النباتية والحيوانية ، لكن من حق الفلاح الصابر على غلاء مستلزمات الإنتاج وتكاليفه ومعاناة تسويق إنتاجه أن يسأل وبإلحاح: هل من خطط تنفيذية فاعلة تحوّل الكلام إلى فعل؟.

نأمل أن يبقى هذا السؤال “يرّن” في أذن المعنيين في قطاع الزراعة، فالنوايا الحسنة لا تكفي لتجعل غلة الإنتاج وفيرة ومواسم الفلاح رابحة.

بالمختصر، الهموم كبيرة والشجون كثيرة، لكن رغم كل الملاحظات على مجريات الملتقى، فهو يبقى خطوة مهمة يجب البناء عليها، ولكن بشرط أن يكون الفلاح حاضراً بكل خطوة عمل فهو أدرى بشعابه ويعرف الداء والدواء لكل علة ومشكلة زراعية أو ما يخص الثروة الحيوانية، فهل نشهد قريباً، بل منذ اليوم برامج عمل تنفيذية؟، على مبدأ “دق الحديد وهو حامي”، وخاصة لجهة توفير “مقومات الأمن الغذائي وتعزيز شبكات الحماية الاجتماعية وربط الفلاحين والمزارعين بأرضهم”، بعد أن هجرها الكثيرون وكسروا الجرة!!.