الشريط الاخباريمجتمع

امتحانات على إيقاع وسائل النقل!

 

يبدو أنه ليس مكتوباً لامتحانات الجامعات أن تسير بشكل طبيعي، دون منغصات تعرقل إكمالها، وهذه المرة لم يكن لفيروس كورونا يد في التعطيل على الطلاب، فامتحانات الفصل الثاني تزامنت مع قرارات رفع سعر مادة المازوت وزيادة تعرفة وسائل النقل، التي أعرض بعضها من القطاع الخاص عن العمل في اليوم الأول قبل إصدار التعديل الجديد، ليبقى الطلاب على الطرقات بانتظار الفرج..

التجهم كان واضحاً على وجوه الطلاب، وذلك ما لاحظناه في جولتنا على عدد من الكليات، حيث حلّت مشكلة المواصلات وصعوبة السير ورحلة الوصول محل النقاشات والمباحثات حول المواد والتحضيرات والتوقعات لما سيكون في الامتحان داخل القاعات الامتحانية، التي يُعد الدخول إليها بعد بدء الامتحان ممنوعاً ويحرم الطالب على إثره من تقديم مواده..

وفي حال سُمح للطلاب المتأخرين بالدخول، يكون تركيزهم على تعويض الوقت الذي فاتهم وليس على الأسئلة، وهذا ما حصل مع الطالبة ريما، كلية الآداب، بحسب ما ذكرت لـ”البعث ميديا”، وبينت أن خوفها من عدم تمكنها من إكمال الحل بالوقت المناسب، إذ لا يمكن تعويض زمن تأخرها، أدى لعدم قدرتها على تذكر الأجوبة الصحيح، رغم دراستها للمادة بشكل جيد، لافتة إلى أنها سلمت الورقة شبه فارغة ما يهدد برسوبها في تلك المادة..

ونظراً لغياب السرافيس، وخاصة اليوم الأول بعد القرار، لم يجد عيسى، طالب طب أسنان، سوى سوزوكي (بيك أب) كمنقذ له من التأخر على امتحانه، ويقول للبعث ميديا، إنه تحمل حرارة الشمس وحشد الناس الذين صعدوا مثله، فضلاً عن المبلغ الذي دفعه ثمناً للتوصيلة “المبهدلة”، مضطرا ليصل إلى جامعته..

قد يكون وضع ذلك الشاب أفضل بكثير ممن لم يحالفه الحظ بالعثور على وسيلة تُقله، وعاد أدراجه للمنزل متخلياً عن تعب أشهر من الدراسة والحضور والعملي، بعد قضاءه لساعات بانتظار السرفيس “المخلص”، والذي إن وجد يتحول إلى نقل داخلي بزيادة عدد ركابه وحشرهم بجانب بعضهم البعض “مع ضرب المنية”..

الكثير من الطلاب، وتحديداً من هم في سنواتهم الأخيرة وعلى أبواب التخرج، خسروا فرصهم بالنجاح والترفع بسبب “حنترة” السرافيس وإحجام البعض عن العمل بحجة رفع أسعار الوقود، وكأنهم كانوا سابقاً ملتزمين بأي تعرفة تصدر عن الجهات المعنية، ولطالما وضعوا السعر الذي يريدونه على مبدأ من يعجبه الأمر فليصعد..

الأمر لم يقتصر على طلاب المرحلة الجامعية الأولى، إذ تأثر كذلك طلاب الدراسات العليا، المطالبين بالتواجد في القاعات كمراقبين، وفي هذا السياق، أفادت إحدى الطالبات بمرحلة الماجستير بأن اسمها كان سيرفع للعقوبة لولا وصولها قبل انتهاء مدة الامتحان وتسجيل حضورها لدى موظفة الشؤون المسؤولة، منوهة إلى أن العقوبات في حال عدم الالتزام بتكليفهم تصل إلى حد الفصل من الدراسات، وشددت على أنه في ظل هذا الوضع من الصعب التقيد بالحضور، كما حصل معها..

مشكلة النقل ليست بجديدة، لكنها تظهر بأشكال مختلفة في كل مرة، وغالباً ما تشتد أوقات الامتحانات الجامعية، عند الحاجة الأكبر للسرافيس والباصات، وكأن الطلاب لا يكفيهم ما يعيشونه من ضغوط وظروف دراسة صعبة، فهل من حلّ قريب؟

رغد خضور