الشريط الاخباريمحليات

مطالب مجمدة في ثلاجة التأجيل .. أساتذة جامعيون: هل قدرنا أن نبقى نحلم؟!

البعث ميديا- غسان فطوم

ليس هي المرة الأولى التي تتكرر فيها مطالب أساتذة جامعة دمشق في اجتماع مجلسهم السنوي “أمر بات معتاداً في ظل اللامبالاة التي تُعامل بها قضايا المعلمين في الجامعة” على حد قول أحد الأساتذة الذي فضّل الخروج ليأخذ استراحة خارج الإجتماع على أن يبقى يسمع كلاماً مكرراً وردوداً حماسية بعيدة عن الواقع حفظها “بناة الأجيال” بصماً كما يحفظ طلبتهم كتابهم الجامعي المثقل بمعلومات لا قيمة لها في عصر المعلوماتية!.
أساتذة الجامعة كرروا أسئلتهم: هل قدرنا أن نبقى نحلم بتحقيق متطلباتنا والارتقاء بعملنا؟!، كما كان متوقعاً سيطر الهم المعيشي على حيز كبير من المناقشات والمداخلات في ظل الارتفاع الكبير للأسعار، وخاصة بعد الزيادة الأخيرة على سعر المازوت والخبز، مما جعل حضور القضايا التعليمية والنقابية عادياً والردود عليها نمطية وكأنها رفع عتب “جئنا لنناقش هموم المهنة ومتطلبات الارتقاء بواقع العملية التدريسية والبحث العلمي، فوجدنا أنفسنا نغرق في هموم المعيشة ومتطلباتها اليومية المرهقة”.
كلام المعنيين في وزارة التعليم العالي حول سعيها “الحثيث” لجهة معالجة القضايا المتعلقة بالعملية التعليمية والبحثية في الجامعات وتحسين واقعها العلمي والتعليمي، وكافة الأمور الأخرى ذات الصلة لم “يخرط مشط” عدد لا بأس به من المجتمعين وبرز ذلك في العديد من مداخلات وتساؤلات الحضور “عن أي سعي حثيث يتحدثون وهم يعلمون النزيف المخيف من الكوادر التدريسية بالجامعات الحكومية باتجاه الجامعات الخاصة طمعاً بالأجر المرتفع؟”، واقترح البعض للخروج من هذه المشكلة المزمنة، استمرار العمل الجاد لجهة إيجاد أسس وضوابط تقلل من التفاوت الكبير في الرواتب بين أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعات الحكومية وزملائهم في الجامعات الخاصة.
طلاب الدراسات العليا “نواة البحث العلمي” كما تصفهم وزارة التعليم العالي ورؤساء الجامعات، نالوا قسطاً من الاهتمام غير أنه لم يحسم الكثير من القضايا العالقة بخصوصهم، لكن كان هناك إجماع لجهة البت السريع بآلية تقويم امتحاناتهم والتدقيق بالمدخلات والمخرجات وتقويم المناهج التي تدرّس لهم، والتدقيق بالدرجات العلمية التي تمنح لطلبة الدكتوراه بعد أن كثر الحديث عن البحوث المسروقة في ظل وجود لجان تحكيم غير تخصصية!.
بالعموم ما جاء في اجتماع المجلس السنوي عبّر بشكل واضح عن معاناة المعلمين في جامعة دمشق، وهو ما ينطبق على أساتذة الجامعات السورية في الجامعات الأخرى، ومن يعود بالذاكرة لمناقشات المجالس والاجتماعات في سنوات خلت سيجد أن المطالب ذاتها وكأنها محفوظة في ثلاجة التأجيل!.
المطلوب اليوم تغيير الذهنية في معالجة قضايا المعلمين والمنظومة التعليمية بشكل عام، فعندما يكون جناحيها (الأستاذ والطالب) بخير تكون مخرجاتها بألف خير!.