الشريط الاخباريسورية

أساتذة جامعيون: خطاب القسم منهاج عمل جامع للمرحلة القادمة يحتاج لتضافر كل الجهود

البعث ميديا- غسان فطوم

أكد عدد من أساتذة الجامعة أن خطاب القسم بما تضمنه من رؤى وأفكار بنّاءة يشكل منهاج ودليل عمل وطني للمرحلة المقبلة ويحتاج لتضافر كل الجهود لبناء سورية المتجددة المنتصرة على الإرهاب.

خطاب استثنائي
الدكتور أيمن ديوب أستاذ بكلية الاقتصاد بجامعة دمشق أكد أن السيد الرئيس رسم في خطاب القسم توجهات سورية للسنوات السبع القادمة, فهو خطاب استراتيجي لبناء الدولة السورية الجديدة, مشيراً إلى أن الخطاب تناول السياسات العامة لسورية خلال الفترة القادمة, من خلال التأكيد على المسلمات الوطنية والثوابت التي تمثلت في وعي الشعب وانتصاره في معركة الدستور, واستقرار المجتمع ومنع التقسيم والحفاظ على الهوية والانتماء الوطني والعروبة, والحفاظ على التجانس والتماسك, والحفاظ على الأرض واحترام العقائد , ودعوة الجميع للعودة إلى حضن الوطن, والتمييز بين العمالة والمعارضة، بين الثورة والإرهاب، وبين الخيانة والوطنية، وبين إصلاح الداخل وتسليم الوطن للخارج، وبين النزاع والعدوان، وبين الحرب الأهلية والحرب الوجودية دفاعا عن الوطن, مع التأكيد على تحرير ما تبقى من الأرض.

مواجهة التحديات

وفيما يتعلق بمواجهة التحديات الاقتصادية والمعيشية أوضح الدكتور ديوب أن خطاب القسم , رسم ملامح القادم من الأيام من خلال التأكيد على العمل والإبداع فيه وتشجيع المشروعات الصغيرة من خلال امتلاك الإرادة والتصميم على العمل.

وبيّن أن الخطاب لفت إلى إن المرحلة القادمة هي للعمل الجماعي وتشجيع المبادرات والابتكارات ,والاستمرار والتوسع في مكافحة الفساد وتحديث منظومة القوانين لتواكب الزمن من أجل إلغاء الاستثناءات أياً كانت, كما حصل بقانون الاستثمار رقم 18, مشيراً إلى تأكيد السيد الرئيس على أن الاستثمارات في المرحلة القادمة ستركز على تأمين الطاقة البديلة، واصفا ذلك بأنه “استثمار رابح ومجز”.

قوة الدولة من داخل الوطن

ونوه الدكتور ديوب إلى نقطة هامة في الخطاب تلك التي تتعلق بالشفافية والأتمتة للخدمات لتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص, وضرورة إكمال المشروع الوطني للإصلاح الإداري للوصول إلى مؤسسات حكومية متطورة وفعالة وعادلة , فالمرحلة القادة عنوانها الإرادة, وهو عنوان وطني جماعي , فهي إرادة الإنتاج والعمل , لافتاً إلى تأكيد السيد الرئيس على أن نجاح المسؤول الشخصي ينبع من النجاح العام للمواطنين وليس بمعزل عنهم , وأن قوة الدولة لا يمكن أن تأتي إلا من داخل الوطن , وإن الاستقرار يبدأ بالأمان للمواطن , فالمرحلة القادمة هي لمزيد من التحرير والبناء, وليبقى الأمل كبيراً والعمل كثيرا والإنتاج غزيراً.

سورية لجميع أبنائها

الدكتور قصي عجيب خبير الجودة الوثائقية و التحول الرقمي – جامعة دمشق أكد بدوره أن المتتبع لخطاب السيد الرئيس يدرك أن سيادته شخص واقعي ،يضع الأمور في نصابها الحقيقي ولا يقدم الوعود لمجرد الوعود ، بل يقدم الوعود القابلة للتحقيق، فهو صادق مع نفسه ومع شعبه، مشيراً إلى تركيز الخطاب على أن البلد يمكن أن يتعافى ولكن يحتاج إلى وقت لأن ما خلفته الحرب الظالمة على سورية كبير جداً، لذلك أكد سيادته على الوحدة الوطنية وان سورية هي للجميع وبإمكان من غرر بهم العودة إلى وطنهم.

بين الحقيقة والوهم

ولفت الدكتور عجيب أن الخطاب ركّز على نقطة غاية في الأهمية إلا وهي الفرق بين المصطلحات الحقيقة و الوهمية، المصطلحات الوهمية الهدامة التي روّج لها أعداء سورية لتنخر في نسيج المجتمع السوري وربطها بمصطلحات يعرفها السوريون ويدركونها جيدا كي يحصل الخلط والارتباك لديهم . فقد ميز السيد الرئيس بين العمالة والتي هي خيانة للوطن وللشعب وللأرض وبين المعارضة الوطنية التي يكون دورها هو تسليط الضوء على السلبيات ودعم الايجابيات . أيضا ميّز بين إصلاح الداخل من خلال إصدار القوانين والتشريعات والنقد البناء الذي يسهم في رفعة وتطور البلد وبين الاستسلام وتسليم الوطن للأعداء ، و أيضا بيّن سيادته الفرق بين دفاع الشعب عن وجوده وكيانه والحفاظ على منجزاته ومقدراته وبين الإرهاب الذي له هدف واحد وهو القضاء على الدولة السورية ومقدراتها وتخريب ممتلكاتها والقضاء على الفكر التقدمي المتحضر والعودة بالمجتمع إلى غياهب التاريخ المظلم.

أتمتة الإجراءات الإدارية

ويضيف الدكتور عجيب، إن ما استوقفني في خطاب السيد الرئيس وكمتخصص في مجال التحول الرقمي للوثائق والجودة الوثائقية..أربعون ثانية تناول فيها أهمية أتمتة الإجراءات الإدارية في المؤسسات تكون سبيلا للشفافية وأساساً للإصلاح الإداري، هذه الثواني القليلة كافية لان تحول سورية إلى ورشة عمل ضحمة عنوانها التحول الرقمي في إجراءات العمل المؤسسي، وهي بمثابة خطة عمل حقيقة كفيلة أن تحول سورية إلى دولة رقمية وصولا إلى المواطنة الرقمية، فالتحول الرقمي للعمل المؤسسي أساسه محورين أساسيين هما :
1- رقمنة الوثائق ( الأرشفة الإلكترونية )، وهي تحويل الوثائق المطبوعة المتراكمة في مؤسساتنا منذ عقود إلى وثائق الكترونية يمكن الحفاظ عليها واسترجاعها بسرعة وسهولة كونها تمثل تراث و ذاكرة للمؤسسة أولا و للدولة ثانيا.
2- التوثيق الرقمي أو أتمتة الإجراءات الإدارية ( وهي ما أكد عليها سيادته في خطابه) وهي تتم وفق نظام تدفق العمل أو سير العمل workflow وهي العملية التي تتيح انتقال الوثيقة من لحظة إنشائها إلى لحظة توزيعها و حفظها ومن موظف إلى آخر حسب التسلسل الوظيفي أو الهيكل التنظيمي للمؤسسة.
وبقراءة متخصصة معمقة لما تفضل به سيادته حول أتمتة الإجراءات الإدارية نجد أنه ينضوي على كثير من الفوائد للدولة والمواطن منها : منع الهدر والحفاظ على المال العام و توفير المليارات إن لم يكن أكثر، وخلق جو من الارتياح العام من فبل المواطنين نتيجة لتبسيط الإجراءات في المعاملات المؤسسية، بالإضافة إلى تحقيق أمن وسرية وثائق و معاملات المؤسسات والأفراد والمحافظة على اصول الوثائق من خلال أتمتة الإجراءات الإدارية، والسهولة في حفظ واسترجاع الوثائق و النسخ الاحتياطي للوثائق الالكترونية وبأماكن متعددة، وصولاً إلى الحد من ضياع أو تلف أو سرقة الوثائق وهذه نقطة غاية في الأهمية لما يترتب عليها من الحفاظ على حقوق الأفراد والتوفير على الدولة والمواطن بنفس الوقت .