“من رحم الألم يولد الأمل” شباب متطوع يزرع بذور المستقبل المزهر
البعث ميديا || إدلب: يحيى بزي
يتردد بشكل عفوي سؤال على لسان من يدخل المناطق المحررة من الإرهاب، من؟ ومتى؟ وكيف؟ ستعود هذه الأحياء إلى سابق عهدها؟ من سيعيد كل تلك البنى التحتية المدمرة بشكل مدروس وممنهج؟ ويعيد البسمة إلى أهالي تلك المناطق ليعودوا إلى بيوتهم، ولا شك أن الإجابة على هذه التساؤلات وغيرها ليست بالبسيطة فالاحتياجات كبيرة جداً إلا أن إرادة الحياة أكبر، وهو ما ينعكس عملا لدى الشباب السوري فمتطوعو الشبيبة في إدلب من أبناء تلك المناطق خاصة أبناء مدينة خان شيخون ممن لا تتجاوز أعمارهم السادسة عشر يجهدون ما استطاعوا لنفض غبار الحرب بكل حب وإيمان بأن القادم أفضل والأمل بالمستقبل المزهر وان الزنود السمر تشع بريقا للعمل على امتداد الجغرافية السورية.
هذه الفئة من الشباب عاشت معظم سني عمرها في الحرب، الحرب التي ركزت على الجيل الناشئ لتسلبه محبة الوطن والأرض، لكنها لم تفلح فمن يراهم يعملون بهذه العزيمة القوية والإرادة الصلبة وبشكل تطوعي بدافع الحب للأرض والوطن متحدين كل ما زرعته الحرب، هنا يبرق شعاع التفاؤل بالقادم الجميل والأمل بهؤلاء الفتية المصممين على متابعة المشوار في إزالة آثار الحرب والنهوض نحو الحياة مجدداً.
وإذا ما أردنا استذكار الأعمال التطوعية التي ساهمت بعودة الحياة إلى المناطق المدمرة من الإرهاب كبعض الأحياء في حلب القديمة وحمص ودمشق وريفها والكثير من المناطق الأخرى، نجد أن شباب الوطن الواعي المثقف المتطوع من مختلف المؤسسات الوطنية شكل العامل الأهم في تسريع عودة عجلة الحياة على جميع الأصعدة ومختلف المجالات، لذلك فإن تعزيز ثقافة التطوع والعمل ودعم الشباب الموهوب والمبدع واجب على جميع المؤسسات الوطنية لأن الأمل في هؤلاء الشباب وكافة فئات المجتمع العاملة تطوعاً لعودة الحياة وإعادة بناء ما دمره الإرهاب.
فالشعب السوري بشبابه الذي لا تكسر إرادته بإرهاب ولا تلين عزيمته بالمؤامرات، ينهض من جديد متحدياً كل الآلام ليولد الأمل من جديد لتعود الحياة إلى كل بيت سوري.