مجتمع

على أبواب المفاضلة الجامعية .. هل من جديد؟

البعث ميديا- غسان فطوم

بالأمس انتهت الامتحانات التكميلية للشهادة الثانوية العامة، وكلها أيام وتصدر النتائج، وبعدها ستعمل وزارة التعليم العالي على وضع المعدلات الجامعية بما يتناسب مع نسب النجاح واستيعاب الكليات، وبالنتيجة تلبية حاجات ومتطلبات سوق العمل في السنوات القادمة.
هذا الأمر يتكرر كل عام بأحزانه وأفراحه، فهناك من يلتحق بالفرع الذي يريده، وهناك من تتكسر أحلامه على علامة أو أجزاء منها نتيجة ارتفاع المعدلات، طالما لا تزال العلامة هي العامل الرئيسي في القبول، منذ أن بدأ اعتماد المفاضلة الجامعية في ثمانينيات القرن الماضي كطريقة للقبول باعتماد العلامة، وهي طريقة لم تحظَ برضا البيت السوري، لأنها لا توحي بالثقة والمصداقية، كونها لا تتوافق مع رغبات الطالب وحبه للمهنة التي يريد ممارستها مستقبلاً!.
وبالنسبة للعام الدراسي القادم، يبدو حتى الآن لا جديد في طرق القبول الجامعي، رغم ما يثار من نقاش حول التعليم التقاني، في محاولة لتحسينه لجهة المخرجات، ليكون مرغوباً من قبل الناجحين.
وبالعودة لسنوات ماضية وتحت ضغط المطالبات بضرورة إيجاد طرق أكثر عدالة للقبول الجامعي حاولت وزارة التعليم العالي اعتماد بعض الطرق كالتثقيل لبعض علامات المواد، ومن ثم اعتمدت السنة التحضيرية كمحاولة لمقاربة المعايير العالمية، لكن كل هذه الطرق بقيت عاجزة عن تحقيق رغبات الطالب الحقيقية، مما جعل فرص القبول في حالة انكماش حتى أمام المتميزين والمتفوقين في الشهادة الثانوية نتيجة مخرجات الامتحانات التي عليها أكثر من إشارة استفهام!.
بالمختصر، ثمة طرق أخرى للقبول الجامعي يمكن اعتمادها، منها نظام اختبارات القبول بالكليات، والذي يستطيع فلترة الطلبة من ذوي القدرات الضعيفة، مما يتيح للطلبة المتفوقين عن جدارة من الالتحاق في الكليات ذات المستوى العلمي المتميز، أيضا يمكن اعتماد نظم أو طرق أخرى للقبول، كالنظام الانتقائي، ونظام المواد المؤهلة، فمن الظلم أن يبقى مجموع الدرجات هو الآمر الناهي الذي يتحكم بتحديد رغبة الطالب دون النظر إلى ميوله الحقيقية، خاصة مع ملاحظات كثيرة أثيرت حول السنة التحضيرية التي لم تحقق الغاية منها بالنسبة للراغبين بدراسة الكليات الطبية، فهل تأنينا وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بجديد لهذا العام؟