قصة نجاح.. سيدة تحدّت الظروف بمهنٍ يدوية
البعث ميديا || حماة – يارا ونوس:
أخذت دور المُعيل في أسرتها بعد أن فقدت زوجها تاركاً خلفه ولدين صغيري السن تكفّلت بتربيتهما وتعليمهما، وعلى الرغم من مرضها (التلاسيميا) إلا أنها أخذت على عاتقها عبء الحياة مكرسةً حياتها للعمل لتكون مهنة دق الصوف جزءاً من رحلة طويلة في دروب الحياة ومصاعبها…
عبير الحاج من مدينة السلمية تقول لـ “البعث ميديا”: بدأت بممارسة عمل أحبه منذ صغري وهو حياكة الصوف يدوياً (الدق على السنارة) لتجاوز محنتي الصعبة واعتمدت في ذلك على مهارتي، أُحيك القطع الصوفية للجيران والمعارف بأسعارٍ زهيدة مقدّرة ظروف غيري الذين ليسوا بأحسن حالا مني.
ولكن مع بداية الأزمة بدأت ترتفع أسعار المواد بشكل كبير، والمكاسب أصبحت متواضعة بل وضعيفة، فانتقلت للعمل بمجال المنتجات الغذائية منطلقةً كبداية بتجفيف الفليفلة، والباذنجان لصنع المكدوس والمحشي، إضافة لبيع ورق عنب أخضر ، وتخزين كميات محدودة منه بالماء والملح (كسيد)، وعملت على بيع الزيتون المثقّب والمملّح، و زيت الزيتون.
وأضافت عبير أنها اكتفت بالمنتجات المحلية من أرض الزراعية من أقاربها في بداية عملها، إلا أن زيادة الطلب على منتجاتها جعلها تلجأ إلى سوق الهال لشراء باقي موادها اللازمة من خضار وفواكه ..
وحول منتجاتها قالت أصنع المُربيات بأشكالها (القرع ، باذنجان ، مشمش ، فريز ، ورد ، دبس عنب، ودبس الرمّان، إضافة للعصائر المكثفة التوت ، ورد ، حصرم ،ليمون ، رمّان ، برتقال ، وخل التفاح العلاجي، وأيضاً مجففات الخضار (بامية ، ملوخية ، خفيف، شرحات الباذنجان ، فليفلة ، ليمون ، عنب مجفف/زبيب، والأعشاب الطبية ميرامية ، مردكوش، نعنع ، حبق أكليل الجبل.
وبيّنت أنه بعد أن تطور العمل وزاد الطلب على منتجاتها، استعانت بعدد من الفتيات اللواتي تلقين دورات تدريبية في مجال التصنيع الغذائي في مؤسسة الآغا خان، وعملن في تصنيع المنتجات وتسويقها، إضافة لخدمة إيصال الطلبات مجاناً قبل افتتاح مركز للبيع.
وعن مشاركاتها بالمعارض قالت عبير شاركت بعدة معارض محلية للصناعات اليدوية والمنتجات الغذائية عن طريق مؤسسة الآغا خان وكانت مع الوحدة النسائية ، وأصدقاء سلمية ، ومعرض سلمية تجمعنا ، وفريق نحنا هون الذي يضم جميع الأعمال يدوية ، غذائية ، نحت ، تصوير ، رسم ، حديد… إلخ.
وهذا العام شاركت بمعرض (فندق أفاميا الشام وقصر العظم ) بحماه، مشيرة إلى أهمية هذا المعرض في كسب علاقات جديدة ساعدتها على توسيع بيع منتجاتها وبالتالي التسويق لشريحة أكبر خارج الإطار المحلي، مضيفة أنّ المشاركات حالياً أصبحت الكترونية.
وبخصوص الصعوبات في عملها أكدت أن أهم المشكلات.. مشكلة الكهرباء التي تمنعها من تخزين المنتجات بالبرادات، الأمر الذي يجعلها تبيع بشكل مباشر أي بيع المُنتج في موسمه فقط.
و كذلك صعوبة تأمين الغاز أيضاً لأنه يحتاج إلى تراخيص كثيرة للعمل، وأثناء تأمينها في كل مرة، وقالت نأمل بمساعدة الجهات المعنيّة ودعمنا في تقديم التسهيلات للحصول على حاجتنا من الغاز.
ورغم المنافسات وتوجه أغلب النساء للعمل في نفس المجال لتأمين دخل يساعدهن في المعيشة القاسية ، إلا أن عبير الحاج أثبتت جدارتها وبالإرداة والاستمرار صنعت اسماً لها في عالم المنتجات الغذائية والبيع بمركز ثابت (مونة العبير) في سلمية.