دوليسياسة

السياحة في زمن الكورونا

وجهت الموجة الجديدة من الإصابات بفيروس كورونا ضربة أخرى لصناعة السياحة، وعلى الرغم من ارتفاع معدل التطعيم وإجراءات الوقاية والسيطرة الصارمة، ما تزال جائحة كوفيد 19 تؤثر على صناعة السياحة.
متى وكيف سيتعافى قطاع السياحة؟ ستقرر حالة الجائحة وتدابير المكافحة الإجابة، إذ يواجه القطاع حالة من عدم اليقين، لأن الحكومات تحث السكان على عدم المغادرة والسفر إلا إذا لزم الأمر، وتنهيهم عن تنظيم أحداث كبيرة، وتطلب منهم البقاء في مكان عملهم خلال العطلات من أجل قطع سلاسل النقل.

لذلك كلما تم تخفيف تدابير مكافحة الوباء، حتى لو مؤقتاً، يميل الناس إلى الارتجال في خطط سفرهم ما يشكل تحدياً كبيراً للمواقع السياحية ومنظمي الرحلات ووكالات السفر.
ووفقاً لمنظمة السفر العالمية التابعة للأمم المتحدة، سوف يهيمن السفر الداخلي على صناعة السياحة في معظم الدول في المستقبل القريب، في حين لا يزال عام 2021 عاماً مليئاً بالتحديات للسياحة العالمية، حيث انخفض عدد الوافدين الدوليين بنسبة 80 في المائة في الفترة من كانون الثاني إلى تموز مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019.
ووفقاً لمسح أجرته لجنة خبراء المنظمة، فإن حوالي 45 في المائة من المستطلعين، قالوا إن السياحة الدولية ستعود إلى مستوى 2019 في عام 2024 أو بعد ذلك.
وبالنظر إلى هذه الحقائق بدأت وكالات السفر في دول مثل اليابان وتايلاند وكندا في تقديم حزم تحفيز لجذب السياح المحليين وتعزيز قطاع السياحة، لذلك يجب على الدول تقديم الدعم المالي للناس وخلق المزيد من فرص العمل لتشجيع الاستهلاك وتنشيط السوق.
بشكل عام كان الناس في جميع أنحاء العالم يسافرون ويتنقلون ويزورون المطاعم لتناول العشاء والقيام برحلات عمل، والتنقل من المنزل إلى مكان العمل والعودة، والتي قد تكون مصادر محتملة للعدوى، ولكن نادراً ما تنتشر العدوى العنقودية. لذا فإن السفر ووسائل النقل وحدها ليست العوامل الحاسمة لانتشار الفيروس سواء كانوا يقودون سيارتهم الخاصة أو يسافرون في مجموعات سياحية، طالما أن السائحين يتبعون بدقة قواعد مكافحة الوباء ويبلغون عن مسار رحلتهم إلى السلطات مقدماً ويخضعون للاختبارات.
ونظراً لأن الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً وجهوداً جبارة لإعادة الحياة إلى طبيعتها، يجب على الجميع تبني موقف عقلاني تجاه تدابير مكافحة الوباء، ويجب على صناعة السياحة والقطاعات ذات الصلة تحسين الهيكل الصناعي لتعزيز تنميتها.
وهنا من المهم للمسافرين ومنظمي الرحلات السياحية ووكالات السفر وموظفيهم زيادة وعي الجمهور حول الوباء مع الالتزام بإجراءات مكافحته، ويمكن أن يساعد تقديم مسار رحلات المجموعات السياحية إلى السلطات مقدماً في منع انتقال الفيروس، وفي حالة تفشي المرض العنقودي يساعد السلطات الصحية على تتبع الأشخاص المحتمل إصابتهم. بالإضافة إلى ذلك يجب أن يصبح اتباع معايير مكافحة الجائحة مثل ارتداء قناع الوجه والحفاظ على التباعد الاجتماعي وحجز التذاكر مسبقاً عادات طبيعية في المستقبل.
من هنا، يتمتع السفر الجماعي بمزايا مهمة عندما يتعلق الأمر بالجولات الطويلة لأن وكالات السفر المسجلة يمكنها تنفيذ تدابير مكافحة الفيروسات بشكل أفضل وتحمل مسؤولياتها. كما تساعد الإدارة الصارمة على تعزيز الإشراف الصناعي وتحسين إجراءات الخدمة وتحسين جودة الخدمة لمنظمي الرحلات السياحية وموظفيهم. بالإضافة إلى أن إنشاء آليات جديدة للوقاية من المخاطر مهم جداً، خاصة أن السياسات الحالية على الرغم من فعاليتها العالية قد تم إدخالها في بداية الوباء، وإذا استمر الوباء لفترة أطول فسيؤدي ذلك إلى مزيد من الضغط على صناعة السياحة، خاصة على منظمي الرحلات ووكالات السفر، لذلك من الضروري تعديل السياسات من حيث مقاييس ونماذج الأعمال ويجب على الحكومات توجيه قطاع السياحة لاتخاذ تدابير أفضل للوقاية والسيطرة.

البعث ميديا – هناء شروف