بيان قيادة الحزب في يوم اللغة العربية العالمي ( لغة الضاد )
إن الــــذي مــلأ اللغـــــات محاسنـــاً … جعــــل الجَّمــال وســـــرَّه في الضــــــاد ( أحمد شوقي )
ليس هدفنا في هذه العجالة الحديث عن ميزات اللغة العربية ، موقعها ودورها في الثقافة الإنسانية ، لأن هذا يحتاج إلى مئات الصفحات ، وإنما تحفيز أجيالنا الشابة للتمسك بلغتهم الأم وتعزيز ثقتهم وفخرهم بهذه اللغة ..
وربما هناك من يعتقد بأن اللغة العربية هي لغة الماضي ولا تصلح لعصر العلم والعولمة الحالي .
وقد أعطى الرفيق الأمين العام لحزب البعث العربي الإشتراكي السيد الرئيس بشار الأسد اللغة العربية إهتماماً خاصاً في عدة مناسبات منها قول سيادته: “يجب إيلاء اللغة العربية التي تربطنا بتاريخنا وثقافتنا وهويتنا كل اهتمامنا ورعايتنا. فهي معنا في مناهجنا وإعلامنا وتعليمنا، كائناً حياً ينمو ويتطور ويزدهر ويكون في المكانة التي يستحقها جوهراً لانتمائنا القومي، وكي تكون قادرة على الاندماج في سياق التطور العلمي والمعرفي في عصر العولمة والمعلومات، ولتصبح أداة من أدوات التحديث ودرعاً متينة في مواجهة التغريب والتشويش التي تتعرض لها ثقافتنا”.
كما أن قادة سياسيين عالميين كبار ومفكرين أجانب من مختلف الجنسيات تحدثوا في أكثر من مناسبة بأنهم يرون في اللغة العربية لغة المستقبل . سنورد مثالاً واحداً على ذلك عندما زار الرئيس اليوغسلافي الراحل جوزيف بروز تيتو الكويت ، التقى مع الجالية اليوغسلافية العاملة هناك وكان أول ما طلب منهم أن يعلموا أولادهم اللغة العربية لأنها لغة المستقبل .. وغيره كثيرون رددوا الفكرة نفسها في مواقف مختلفة ..
وكل عام في الثامن عشر من كانون الأول يحتفل العالم بيوم اللغة العربية احتراماً لإسهام هذه اللغة في بناء صرح الثقافة الإنسانية . الفكرة بدأت في حلب في 15 آذار 2006، وفي تشرين أول عام 2012 أقرت الأمم المتحدة ( اليونسكو ) بأن يكون الثامن عشر من كانون الأول من كل عام يوم اللغة العربية ..
وبالأمس أدلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بتصريح عبر الفيديو عبر فيه عن سعادته المشاركة في الاحتفال بيوم اللغة العربية (( التي ربطت بين الشعوب من خلال الأدب والموسيقى والشعر والفلسفة ، وكانت لغة التواصل الشائعة في مجالات التجارة والفن والعلم )) مؤكداً أن (( اللغة العربية لغة غنية ونابضة بالحياة )) ..
واللغة العربية يتكلم بها /400/ مليون نسمة في الوطن العربي ويرون فيها أداة وجود وكيان وليس مجرد وسيلة تفاهم . وهي توحدهم وحدة كيانية بغض النظر عن اختلافاتهم في المعتقدات والتوجهات والسياسات ، كما أنها الأداة التي حمت وجودهم وكيانهم وسط العواصف والتحولات التي شهدتها منطقتهم عبر العصور .
إن حزب البعث يتوجه إلى أجيالنا الشابة بأن يعززوا حيويتهم ونشاطهم وتطلعهم إلى المعرفة مرتكزين إلى أفضل ما تملك أمتهم وهي اللغة العربية (( الغنية و الحيوية )) كما وصفها الأمين العام للأمم المتحدة . ففي هذا دعم حقيقي لشخصيتهم ومستقبلهم ولمخزون المعرفة لديهم .
وليعلم الجيل الشاب أنهم عندما يدخلون إلى أي صرح ثقافي في العالم سيجدون اسمه مدون في رأس قائمة اللغات الست باللغة العربية . هذا ما يراه زائرو متحف علوم الفضاء في واشنطن على سبيل المثال وفي مؤسسات علمية وثقافية عديدة حول العالم ( ذلك لأن اسم العربية يبدأ بحرف A بينما الإنكليزية E والفرنسية F وهكذا ) ..
وغنى اللغة العربية يفوق اللغات الأخرى العالمية مجتمعة ، فهي تحوي/ 22 / مليون كلمة مقابل /600/ ألف للإنكليزية و أقل من ذلك بكثير للفرنسية . وما يؤكد أهمية العربية هو أن اللغات العالمية اليوم فيها آلاف الكلمات والمصطلحات المأخوذة من اللغة العربية ، وخاصة الإسبانية والروسية والإنكليزية والفرنسية ، ناهيك عن اللغات المحلية في عدد كبير من المجتمعات الإسلامية.
ونود في هذا الصدد التأكيد على حقيقة أن التمسك بهذه اللغة العظيمة لا يتطلب تطويرها وعصرنتها عبر النصوص الأدبية المختلفة ، كما أن التمسك بها لا يمنع من أن تتقن أجيالنا عدداً من اللغات الحية الأخرى ، لغات العلم المعاصر ، فهذا يوسع آفاقهم ويعزز فخرهم بلغتهم وحبهم لها ، ويؤكد أن التثاقف مع الآخرين من أهم سمات الثقافة العربية واللغة العربية ، لذا فليكن يوم اللغة العربية محفزاً لنا جميعاً على تعزيز فخرنا وتمسكنا بهذه اللغة التي حمت الكيان العربي في مختلف العصور وبقيت صامدة أمام الغزو الثقافي بجميع أنواعه ..
في 20/12/2021
القيـــادة المركزيــــة