رياضةسلايد

الفروسية السورية تتمسك بريادتها وخطوات ملموسة للحفاظ على النجاحات

حافظت الفروسية السورية على مكانتها المرموقة عربياً ودولياً ولم تسمح لجوادها أن يكبو رغم أنها نالت نصيبها من آثار الأزمة، فاستمرت تتويجات فرساننا في مختلف بطولات قفز الحواجز الخارجية كما تواصلت النشاطات المتميزة للخيول العربية الأصيلة وسباقاتها.

رئيس اتحاد الفروسية عاطف الزيبق أكد لـ ” البعث ميديا” أن الفروسية السورية شهدت تطوراً كبيراً وأحرزت نتائج مشرفة على الصعيد العربي والآسيوي والعالمي واستطاعت أن تصل الى جميع البطولات التي يقيمها الاتحاد الدولي للفروسية (بطولة العالم للأطفال -بطولة التحدي -كأس العالم  – بطولة العالم – الاولمبياد ) فضلاً عن استمرار نشاطاتها الداخلية والخارجية.

وأوضح الزيبق أن اللعبة توقفت فقط لمدة معينة بقرار من الاتحاد الرياضي المستند على القرار الحكومي الذي اتخذ الإجراءات الضرورية لمكافحة جائحة كورونا، مبيناً أن المباريات المحلية تجري لاختيار الفرسان المتميزين للمشاركة في البطولات الخارجية، كون رياضة الفروسية تتعلق بالفارس والجواد اللذين يجب أن يكونا في أعلى جاهزية.

رياضة نوعية

واستغرب رئيس اتحاد الفروسية ما يتم ترويجه عن هذه الرياضة، كاشفاً أن المتابع للفروسية يعرف بأنها مكلفة مادياً لكن أنديتنا توفر ما تستطيع لاستيعاب من يرغب بممارسة هذه الرياضة النوعية الجميلة التي تحتاج إلى جهد وصبر من المشاركين ليصبحوا فرساناً، لافتاً إلى أن الاتحاد ينظم منذ سنوات البطولات الدولية بالتعاون مع الاتحاد الرياضي العام وإدارة الإعداد البدني للجيش والقوات المسلحة، ذاكراً منها الوفاء والأغر والسلام ودمشق، نافياً الانقطاع عن تنظيم وإقامة البطولات الدولية المقامة بإشراف الاتحاد الدولي للفروسية.

خطوات عملية

وتفادياً للحظر الجائر المفروض على دخول وخروج الخيول من وإلى القطر، نوّه الزيبق بأنه تم الاتفاق مع (oie)، منظمة الصحة الحيوانية العالمية، على إنشاء منطقة صحية تعتمد لدخول وخروج الخيول، واعتمدت من المنظمة مع الانتهاء من تهيئتها، وهي من الحدود اللبنانية إلى نادي الشهيد باسل الأسد للفروسية بالديماس، ومن مطار دمشق الدولي إلى النادي.

أما بالنسبة للكوادر العاملة، أضاف الزيبق: ” نحن وبالاتفاق مع الاتحادات الصديقة والاتحاد الدولي نعمل على تأهيل كوادر الفروسية الخاصة بالتحكيم والتدريب وتصميم المسالك والمفوضين والأطباء البيطريين”.

ثروة وطنية

وفيما يخص تربية الخيول العربية الأصيلة، بيّن مدير منشأة الفروسية في حماة، عبد الرؤوف الخاني، أن المنشأة تعد من المنشآت الكبيرة في القطر، وقد أنشئت عام 1996، وتبلغ مساحتها 433 دونماً، وتضم العديد من “البوكسات” التي تحتضن العشرات من خيول المربين في المحافظة، ويتم رعايتها والاهتمام بها كونها ثروة وطنية، ومن أجل المحافظة على جاهزيتها للسباقات والاستحقاقات الرسمية، لافتاً إلى التعاون بين إدارة النادي والمربين من أجل الارتقاء بواقع رياضة الفروسية بالمحافظة، خاصة مع الدعم الذي توليه الرئيسة الفخرية لاتحاد الفروسية السيدة منال الأسد، ورئيس اتحاد الفروسية عاطف الزيبق، وكافة الجهات المعنية بهذه الرياضة.

وأوضح الخاني أن منشأة الفروسية تحوي مضماراً لسباق السرعة لمسافة 1260 متراً، بداخله ملعب للقفز الدولي بعرض ثمانية أمتار، وبطول 80 متراً، وقد استضافت الكثير من البطولات المهمة، لافتاً إلى أن المنشأة بحاجة إلى توسيع المنصة الرئيسية لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الجماهير التي حضرت بكثافة سباقات السرعة.

حماية الموجود

أما عن الصعوبات التي تواجه تربية الخيول العربية الأصيلة أوضح مربي الخيول أسامة الخراط بأنه مع قدوم الأزمة تناقص عدد الخيول وأصبح تأمين الخيول وتربيتها مهمة صعبة لعدم وجود العلف والمكان الآمن للخيول، لكن رغم ذلك تمكن المربون من الحفاظ على الخيول الموجودة بعد إيقاف التوالد لعدة سنوات.

وفيما يخص دعم الجهات المعنية لمربي الخيول أكد الخراط بأن الدعم من المؤسسة العامة للأعلاف أصبح ٤٠ كغ للرأس الواحد كل شهر، علماً بأن الحصان يأكل يومياً ما لا يقل عن ١٢ كغ نخالة فقط، ما يعني أنه لا يكفي لثلاثة أو أربعة أيام، وهذا يعرّض المربي إلى نقص في عدد الخيول الموجودة لديه ليتمكن من تربيته بالشكل الآمن، محذراً أن هذا الأمر سيؤدي إلى أن يترك الكثير من المربيين هذه المهنة نظراً لغلاء المعيشة ولغلاء العلف بالأسواق.

ونفى الخراط وجود مردود من جهة بيع وشراء الخيول، كونه لا توجد أسواق للخيول، فهي تباع فقط للراغب في اقتناء خيل، وليس لها سعر معين.

تحقيق: ريم حسن