بن يحمد: ندعم جهود سورية لاستئصال شلل الأطفال ونرفض استهداف المؤسسات الصحية
بحث وزير الصحة الدكتور سعد النايف مع مدير البرامج الصحية في المكتب الاقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية الدكتور سمير بن يحمد الاحتياجات الطارئة للقطاع الصحي في المرحلة الراهنة وأولويات التعاون المشترك بين الجانبين خلال العامين القادمين.
وأكد الوزير النايف ضرورة انسجام البرامج المستقبلية مع أولويات القطاع الصحي وواقعه الحالي من خلال التركيز على إعادة الإعمار ولاسيما من ناحية دعم قطاع الإسعاف وتأمين سيارات الإسعاف والاستمرار في دعم قطاع الرعاية الصحية الأولية وتلبية احتياجات مرضى الأمراض المزمنة والشائعة ومرضى الأورام.
ولفت وزير الصحة إلى ضرورة أن تركز خطط التعاون القادمة على إعادة تأهيل البنى التحتية المتضررة وتعزيز طرق الوصول إلى المرضى ولاسيما بعد خروج أكثر من 41 مشفى و673 مركزا صحيا و412 سيارة إسعاف عن الخدمة مشيرا إلى أن آخر الاستهدافات كان يوم أمس في منطقة عدرا حيث هاجم إرهابيون مراكز صحية فيها ما أدى إلى تدميرها واستشهاد عدد من العاملين فيها.
وأضاف الوزير النايف أن عدد شهداء القطاع الصحي وصل إلى 174 شهيدا إضافة إلى 116 جريحا و33 مخطوفا.
وذكر وزير الصحة أن اهتمام الوزارة بالمجال الإسعافي “لم يؤثر على مواصلة توفير خدماتها العلاجية والدوائية والنوعية مجانا للمواطنين رغم التكاليف الباهظة التي باتت تتطلبها”.
وحول حملات التلقيح الوطنية التي تطلقها الوزارة تباعا أكد الوزير النايف أن الوزارة حشدت كل إمكانياتها البشرية والفنية والمادية لإنجاح الحملة بالتعاون مع منظمات دولية وأهلية محلية حيث وزعت اللقاحات على جميع المناطق والمدن بعد وصول 8 ملايين جرعة لقاح من منظمة اليونيسيف وبانتظار وصول مليون جرعة إضافية.
من جانبه أكد الدكتور بن يحمد أن المنظمة تواصل إطلاق نداءات عالمية لوقف استهداف المؤسسات الصحية في سورية ورفض تلك الأعمال تحت أي ذريعة سياسية أو دينية وضرورة التعاون لإعادة بنائها وتأهيلها بعد تحسن الظروف في سورية.
وبين الدكتور بن يحمد أن المنظمات الدولية “تدعم جهود سورية لاستئصال مرض شلل الأطفال” لافتا إلى أنه تم منح سورية الأولوية في توفير اللقاحات اللازمة للحملات المتتالية رغم شح اللقاحات عالميا وذلك بعد أن لمست على أرض الواقع إصرار وزارة الصحة السورية على استئصال المرض بشكل كامل.
وذكر مدير البرامج الصحية أن المنظمة تعمل مع سورية في المرحلة الراهنة على ثلاثة محاور أولها الإغاثة الإنسانية وحماية المؤسسات الصحية والكوادر الطبية والصحية وثانيها درء الأوبئة وعلى رأس القائمة شلل الأطفال وقد بات لديها الخارطة الجينية لأصل الفيروس وآلية انتقاله لسورية.
وأضاف الدكتور بن يحمد أن المحور الثالث يشمل الإسعافات والصحة النفسية باعتبارها من أكبر المشاكل التي تواجه الدول خلال الأزمات والتي تحتاج لبرامج طويلة الأمد والتأكيد على عدم توقف سلسلة الإمدادات باللقاح والأدوية وقطع الغيار للتجهيزات الطبية معتبرا أن هذا الجزء هو الأكثر صعوبة في ظل توقف عدد من معامل الأدوية المحلية وصعوبة الاستيراد نتيجة الحصار الاقتصادي.
وحول خطة العامين القادمين بين الدكتور بن يحمد أنها تركز على مجال بناء وتطوير الخبرات الفنية والكوادر الصحية المحلية وإعادة تأهيل الأنظمة الصحية في سورية لتعود للمستوى الجيد الذي كانت عليه سابقا.
وذكر المشاركون في الاجتماع أن أولويات القطاع الصحي في سورية خلال المرحلة الحالية ينبغي أن تتلخص ببرنامج التلقيح الوطني ومكافحة الأمراض السارية والمشتركة والاهتمام بالصحة الانجابية والنفسية والتغذية وصحة الطفل وتطوير نظم الترصد والاستجابة للأوبئة وإدارة الأزمات.
حضر الاجتماع الممثل المقيم لمنظمة الصحة العالمية بدمشق اليزابيث هوف.