ثقافة وفن

حكايات مرقعة

 

تقول الحكاية إنّ فقيرين صديقين ضاقت بهما الحال، فسافر أحدهما إلى خارج البلاد طلباً للرزق وسد الفراغ الكبير في جيوبه ومعدته.

عاد بعد سنوات من الغياب القسري، فالتقى رفيقه الفقير، وحكى له عن النعيم الذي هو فيه، وعن الثروة التي جمعها بحنكته ودهائه ووظفها هناك في بلد الغربة. فسأله الفقير الأول طالباً شرحاً مفصلاً عمّا فعله عسى أن ينال ما ناله صديقه.قال الفقير(سابقاً): لقد جلست أمام قصر الملك هناك وبدأت بأكل العشب الوفير، فرآني الملك واستغرب فعلتي!.

فقلت له إنني آكل العشب من شدة الجوع. فقام وطلب من خادمه وحاشيته بصرف مبلغ كبير من المال وبعض الحاجيات الأخرى لي.

فكّر الفقير المقيم بفعل الشيء نفسه في بلده، فذهب وبدأ بأكل العشب أمام قصر الإمبراطور، فرآه  الإمبراطور واستغرب فعلته أيضاً، وحين سأله عن السبب، قال الفقير: إنني آكل العشب من شدّة الجوع يا سيدي!

فطلب الامبراطور من خدمه إحضار ورقة وقلم، وأمر بالسماح للفقير بالرعي في جميع المحميات ومراعي البلاد من دون إزعاج.

صحتان وعافية. وكنت أستغرب ميل بعض الوجوه إلى الخضرة !.

والشيء بالشيء يذكر، فإحدى قرانا تتهم ظلماً وبهتاناً بالبخل الشديد، ويقال إنّ أهلها لحقوا الدبور لأنه سرق حبة عنب واحدة فقط من أحد الكروم.
وقد تراهن من أهلها اثنان في أربعينيات القرن الماضي على حفلة عشاء، على أن يفوز بالعشاء من يبقى تحت الماء أكثر، فحتى الآن لم يخرجا من تحت الماء.

وفي القرية نفسها، كان أحد البخلاء يمشي برفقة ولده في جنازة، فسمع الولد عويل زوجة المتوفى وصراخها تقول: آه يا حبيبي سوف يأخذونك إلى بيت لا طعام ولا ماء فيه ولا كساء.

فقال الولد: هل سيذهبون به إلى بيتنا يا أبي؟.

 

رائد خليل