حلبمراسلون ومحافظات

الطفل الحلبي في يومه العالمي بين الفن التراثي والتشكيلي

حلب-غالية خوجة
تواصل حلب احتفالها بيوم الطفل العالمي “20” من خلال استمرار الفعاليات التي يشارك فيها الطفل الحلبي برعاية وزارة الثقافة السورية، من أجل تكوينه الداخلي المضيء، وتوجيه طاقته بإيجابية من خلال الفنون والأدب، وهذا ما جسدته ورشة الفنون التشكيلية والفنون التراثية في صالة تشرين.
الملفت أن الأطفال المشاركين سعداء بما يقومون به من مهارات فنية بأدواتها المختلفة من الورق والخيوط والألوان والأسلاك، وكانوا ينتجون قطعاً فنية جميلة من الألوان والحرف التراثية والأشكال المعاصرة من البيئة والطبيعة والكائنات.
الأوريغامي وحرية الأشكال
الطفلة ماريا شنن- الصف الرابع: أحب فن الأوريغامي، لأنني أستطيع أن أعمل من خلاله أشكالاً مختلفة.
مريم حلواني- صف تاسع: شاركت منذ 3 سنوات في مسرحية مونودراما “يوم عادي” وكانت خاصة بطفل يعيش دون أمان، فهو متشرد وأبوه مهمل، والآن، أشارك في الأوريغامي وأصنع لوحات أبطالها من الحيوانات، وأحب الأرنب والدب.
تصميم أزياء
سنا شنن – صف حادي عشر: أحب الرسم، وأرسم طوال الوقت في البيت وفي أي مكان، وأفتح النت على برامج الرسم، وأتابع ما أجده على “اليوتيوب” من تعليم للرسم، وهوايتي تصميم الأزياء.
الاحتفالية والاستثمار الإبداعي
وسألت جابر الساجور عن الاحتفالية ومدى الاستثمار في الإبداع؟ فأجاب: الهدف من إقامة هذه الاحتفالية والورشات هو تعريف المجتمع بحقوق الطفل، وضرورة تطبيق هذه الحقوق من قبل المؤسسات الرسمية والمجتمع الأهلي، إضافة إلى تنمية المهارات الطفلية والشبابية وصقلها واكتشافها والدفع بها إلى الأمام، وبذلك ننجز الاستثمار في الإنسان كأهم أنواع تنمية الموارد البشرية.
ولكن، هل من مشاريع خاصة بالمستهدفين بعد اكتشافهم؟
أجاب الساجور: نتابعهم تبعاً لمراحل عمل مديريات الثقافة، مثلاً، مديرية ثقافة الطفل ثم مديرية التأهيل الفني من خلال المعاهد، ومنها معهد صباح فخري، معاهد الفن التشكيلي مثل مركز فتحي محمد للفنون، معاهد الثقافة الشعبية، ثم تتابع معهم الوزارة من خلال مديرية التراث اللا مادي، إذن، هناك حلقات متكاملة لرعاية مواهبههم وتوجيهها وتنميتها وتطويرها والاستمرار معها.
جرأة الفكرة وثقة التطبيق
الأعلامية عهد بريدي – منسقة لفريق مهارات الحياة: عمر مشروعنا 12 سنة مع الأطفال واليافعين، وهدفنا تنمية مهارات هذه الفئة وإخراجها من الجو الحياتي الذي أثرت فيه الحرب وما بعدها، أضافة لاكتشاف مواهبهم في كافة المجالات ومنها فن الأوريغاميالياباني العالمي المعتمد على تشكيل الأشكال من الأشرطة الورقية الملونة الملفوفة، كما أننا نطبق مفهوم إعادة تدوير المواد فنياً حتى من مخلفات الطبيعة، إضافة إلى الفنون التراثية مثل النول الذي نعود لإحيائه من خلال استنباط أشكال فنية جديدة، والمحور الأهم في هذه الورشات هو التركيز على إمكانية الأطفال وتحفيزهم على الجرأة في تجسيد الفكرة واقعياً، وإعطائهم الثقة بالنفس لينتجوا بجمالية.
وعندما سألتها: هل هناك مشروع ربحي مستقبلي لأجلهم تتبناه الجهة المعنية، مثلاً، من خلال معارض متجولة، أو معرض دائم؟ لأن الاستثمار في الإبداع أصبح ضرورة حياتية؟
أجابت بريدي: أتمنى أن يطبق اقتراحك وفكرتك بدعم من الدولة.
الفن حالة دعم نفسي
وأخبرتنا رشا لبنية من فريق مهارات الحياة بأنها تقدم جلسات دعم نفسي من خلال الأنشطة الترفيهية والتوعوية والهادفة لإزالة آثار الحرب من دواخلهم، وأكملت: أستكشفها من خلال تجاوب كل طفل مع كلمة أو حركة أو فعل فني وحياتي، فأحاوره وأدرك ما يفتقده، وأعمل معه من خلال النشاط المناسب، ثم، نجري تقييماً لنكتشف المزيد، إضافة إلى تلبية رغبات الطفل التي يصرح عنها، منها أن البعض بحاجة لأمان، والبعض لا يحتاج سوى الابتسامة، والجميل أن نترك الأثر الجميل من خلال نقطة التحول في حياة الأطفال.
الذاكرة الحية
أحلام استانبولي- معاون مدير الثقافة: تأتي هذه الورشات لصقل المواهب من خلال مشاركتها الميدانية للحفاظ على التراث اللا مادي، والمساهمة في انتقال هذه الأشغال والحرف اليدوية إلى الأجيال لتستمر كذاكرة حية، إضافة إلى تعويد الجيل الجديد على ارتياد المراكز الثقافية بشكل مستمر، ويأتي ذلك من خلال دعم وزارة الثقافة للطفولة.