كيف تهدد الخلافات الزوجية صحة الأبناء؟
يجمع علماء النفس أن مرحلة الطفولة الأولى هي المرحلة الأولى التي تؤسس فيها شخصية الطفل، فإذا عاش الطفل طفولة هادئة وسليمة تربى وكبر على المبادئ الصحيحة كان لذلك أثره، وإذا عاش في جو بالمشاكل العائلية سيكون لذلك أثره السلبي على شخصيته ونفسيته، لذلك على الآباء أن يعوا مخاطر المشاكل الزوجية اليومية على الأطفال والتي سنلخصها بما يلي:
المشاكل النفسية: الطفل حساس جداً تجاه ما يلاحظه من سلوكيات أو أسلوب تعامل بين والديه، وهو يتأثر بهذه الملاحظات ويفكر فيها، فعندما يلاحظ مثلاً أن أحد والديه يوجه الإهانة للآخر أو يتصرف معه بغضب وعدوانية سيعاني من مشاكل نفسية والعاطفية كالقلق والخوف والاكتئاب وفقدان الثقة بالنفس وربما مشاعر الكره نحو أحد والديه إذا رأى أنه مظلوم وهو يكن له محبة كبيرة.
الاضطرابات السلوكية: عندما يتربى الطفل في جو مشحون بالعنف والعدوانية والشجار والسلوكيات المغلوطة فغالباً سوف يتعلم هذا السلوك من والديه اللذين يمثلان قدوةً له يتعلم منهم ويقلدهم، وبالتالي سوف يتطبع سلوكه بهذا الصفات وسوف تبنى شخصيته على هذا الأساس.
الآثار الصحية للمشاكل الأسرية: يؤثر القلق الدائم على دماغ الطفل ويسهم في تأخر نمو قدراته العقلية، كما أنه يؤثر على جهاز المناعة ويجعل مناعة الطفل منخفضة ويجعل الطفل معرضاً للأمراض، كما أنه يظهر لدى بعض الأطفال حالات من التبول اللاإرادي نتيجة الخوف أو الهواجس التي تنتج عن وجوده بهذه الأجواء المشحونة.
ترسيخ أفكار مغلوطة: قد تنشأ لدى بعض الأطفال مشاعر كره ونفور من الزواج، ويعتقدون أن الحياة الأسرية مليئة بالمشاكل دوماً وهذا ما يدفعهم لتشكيل أفكار مغلوطة حول مفهوم الزواج وتكوين أسرة وهذا سيؤثر على حياتهم العاطفية والاجتماعية.
تراجع التحصيل الدراسي: المشاكل الزوجية تسبب إهمال الأهل لدراسة أبنائهم ورمي كل منهما الحمل والمسؤولية على الآخر وربما بعض الأهل يقحمون أطفالهم في مشاكلهم، وكل هذه الأمور من الطبيعي أن تؤثر على التحصيل الدراسي للطفل ومستواه التعليمي.
الحد من آثار الخلافات والمشاكل الزوجية على الأبناء
الخلافات الزوجية وبدرجاتها المختلفة أمر طبيعي وشائع الحدوث بين الكثير من الأزواج على اختلاف المجتمعات والثقافات والطبقات الاجتماعية، ولكن ما لا يجب أن يكون طبيعياً هو انعكاس هذه الآثار سلباً على الأطفال الذين لا ذنب لهم بها، ولتفادي هذا التأثير يجب على الوالدين:
حل الخلافات بعيداً عن الأطفال: فلا يجب على الأبوين تسوية خلافاتهما أو الشجار أمام أبنائهم فهم لا يعرفون في لحظات الغضب ما قد يخرج عنهما من تصرفات أو ألفاظ تلاحظ من قبل الأطفال وتؤثر على نفسيتهم أو سلوكهم، ويتحقق ذلك من خلال تأجيل النقاش بهذه المشاكل حتى يكون الأطفال بعيدين أو على الأقل في غرفة الوالدين الخاصة.
التصرف بوعي لحل الخلافات: ليست كل الخلافات تستحق الغضب والخروج عن الطور في علاجها أو طرحها ومناقشتها، فهذا الأسلوب لا يجلب إلا مثيله ويفترض من الزوجين الذين لديهما أطفال أن يعوا هذه المسألة ويتصرفوا بحكمة منعاً لتأثيرها سلباً على أطفالهم من جهة وتقديم نموذج حضاري عن العلاقة الزوجية لتعلمها من قبل الأطفال من جهة أخرى.
عدم السماح للخلافات أن تؤثر على حاجات الأطفال الأساسية: فالأطفال نعمة يحلم بها الكثيرون من الأزواج ويجب التعامل معها برفق وباهتمام، والوعي بأن الخلافات تسبب التوتر في المنزل وتسبب إهمال رعاية الأطفال، ويجب على الوالدين هنا التركيز أكثر على حاجات الأطفال ورعايتها وخاصة فيما يتعلق بالمسائل التربوية والدراسية والصحية مهما كان عمق الخلاف بينهما.
عدم إدخال الأطفال في مشاكل الوالدين: في بعض الأحيان قد يلجأ أحد الأزواج أو كلاهما بشكل غير واع إلى تحريض الأطفال على الآخر وتشويه صورته أمامه وخاصة في حالات الانفصال وهذه مسألة لها تأثير خطير جداً على شخصية الطفل ونظرته لوالديه ويجب الحذر منها وتجنبها.
المصدر: مواقع متخصصة