سلايدصحة

في اليوم العالمي للسكري.. خطوات جادّة للتثقيف بهذا المرض

البعث ميديا – ليندا تلي:
يحتفل في الرابع عشر من شهر تشرين الثاني من كل عام باليوم العالمي للسكري كغيره من الأمراض المزمنة التي يتم الاحتفال بها على مستوى العالم.
وفي هذا العام تمّ الاحتفال به في أغلب الدول تحت عنوان “الوصول إلى التثقيف حول مرض السكري”، الذي يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الأنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعال للأنسولين “هرمون يضبط مستوى الغلوكوز في الدم” الذي ينتجه، عبر العديد من الفعاليات التي تهدف إلى رفع الوعي والتثقيف لدى الأفراد المصابين بمرض السكري، ونشر العديد من المنشورات التوعوية عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وفي سورية تم عقد الندوات والمحاضرات والفعاليات التثقيفية للتعريف بهذا المرض وشرح أسبابه وأعراضه وكيفية الوقاية منه أو الحد منه، حيث بلغ عدد مرضى السكري المسجلين في مديريات الصحة حتى نهاية حزيران الماضي 190988 مريضاً، يتلقون العلاج المجاني عبر المراكز المتخصصة الموزعة في مختلف المحافظات، حيث يوفر برنامج السكري في وزارة الصحة خدماته عبر مراكز رئيسية في كل محافظة تستقبل المرضى، وتشخص حالتهم وتضع لهم الخطة العلاجية، ليتم بعدها صرف أدوية الأنسولين وخافضات السكر الفموية عبر أقرب مركز لمكان إقامة المريض.

داء السكري من النمط 2

ينجم هذا النمط (كان يُسمى سابقاً داء السكري غير المعتمد على الأنسولين أو داء السكري البادئ عند البالغين) عن عدم استخدام الجسم للأنسولين بفعالية، ويعاني أكثر من 95% من مرضى السكري من داء السكري من هذا النمط. وينتج غالبا بسبب فرط وزن الجسم والخمول.
وقد تكون أعراض هذا النمط مماثلة لأعراض النمط 1، ولكنها قد تكون أقل ظهوراً في كثير من الأحيان، لذا فقد يُشخّص الداء بعد مرور عدة أعوام على بدء الأعراض، وحتى وقت قريب، كان هذا النمط يُلاحظ فقط لدى البالغين، ولكنه أصبح يحدث حالياً بشكل متزايد لدى الأطفال أيضاً.

داء السكري من النمط 1

يتسم هذا النمط (يُعرف سابقاً باسم داء السكري المعتمد على الأنسولين أو داء السكري الذي يظهر في مرحلة المراهقة أو الطفولة) بنقص في إنتاج الأنسولين، ويقتضي أخذ الأنسولين يومياً.
ففي عام 2017، بلغ عدد المصابين بهذا النمط 9 ملايين شخص، ويعيش معظم هؤلاء في البلدان المرتفعة الدخل، وتُجهل العوامل المسببة له ولوسائل الوقاية منه.
وتشمل أعراضه فرط التبوّل والعطش والجوع المستمر وفقدان الوزن وتشوش الرؤية والتعب، وقد تظهر هذه الأعراض فجأة.

سكري الحمل
هو فرط الغلوكوز في الدم بحيث تزيد قيم غلوكوز الدم عن المستوى الطبيعي ولكنها لا تصل إلى المستوى اللازم لتشخيص داء السكري، ويحدث أثناء الحمل، ويزداد احتمال ظهور مضاعفات أثناء الحمل وعند الولادة لدى النساء المصابات به، ويزداد احتمال الإصابة به في المستقبل لدى هؤلاء النساء وربما حتى لدى أطفالهن، ويُشخّص بواسطة عمليات الفحص قبل الولادة، وليس عن طريق الأعراض المبلغ عنها.

سبل الوقاية
يمكن تشخيص داء السكري في مراحل مبكّرة من خلال فحص مستوى الغلوكوز في الدم، وهو فحص زهيد التكلفة نسبيا، وللمساعدة على الوقاية من داء السكري من النمط 2 ومضاعفاته، ينبغي أن يقوم الأشخاص بالعمل على بلوغ الوزن الصحي والحفاظ عليه، ممارسة النشاط البدني أي ما لا يقلّ عن 30 دقيقة من النشاط البدني المعتدل والمنتظم خلال معظم أيام الأسبوع، ويتطلب التحكم في الوزن ممارسة المزيد من النشاط البدني، اتباع نظام غذائي صحي مع الحد من المواد السكرية والدهون المشبّعة، تجنّب تعاطي التبغ الذي يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.
إحصائيات وخطوات أممية:
في الفترة بين عامي 2000 و2019، ارتفعت معدلات وفيات داء السكري الموحدة حسب السن بنسبة 3%، وارتفع معدل الوفيات الناجمة عن داء السكري في البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا بنسبة 13%، وفي المقابل انخفض احتمال الوفاة بسبب أي من الأمراض غير السارية الرئيسية الأربعة (الأمراض القلبية الوعائية أو السرطان أو أمراض الجهاز التنفسي المزمنة أو داء السكري) بين سن 30 و70 عاما بنسبة 22% على الصعيد العالمي بين عامي 2000 و2019.
بدورها أعلنت منظمة الصحة العالمية في نيسان 2021 عن الميثاق العالمي بشأن داء السكري، يهدف إلى إدخال تحسينات مستدامة على الوقاية من هذا الداء وتقديم الرعاية للمصابين به، مع التركيز بوجه خاص على دعم البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وفي أيار 2021، وافقت جمعية الصحة العالمية على قرار بشأن تعزيز الوقاية من داء السكري ومكافحته، وأوصت باتخاذ إجراءات في مجالات تشمل زيادة إتاحة الأنسولين، وتعزيز التقارب والتنسيق بين المتطلبات التنظيمية بشأن الأنسولين وغيره من الأدوية والمنتجات الصحية لعلاج داء السكري، وأقرت الجمعية في أيار2022 خمس غايات عالمية لتغطية وعلاج داء السكري يتوخى تحقيقها بحلول عام 2030.