الشريط الاخباريرياضةمجتمع

بين الفضاء الإلكتروني والواقعي.. يتابع عشاق كرة القدم كأس العالم

 

في الوقت الذي تتجه الأنظار إلى نهائيات كأس العالم 2022، يبحث مشجعي كرة القدم في سورية عن وسيلة تمكنهم من مشاهدة المباريات، حرفياً “بالسراج والفتيلة”، فمع ساعات الانقطاع الطويلة للتيار الكهربائي بات من الصعب متابعة أي حدث على شاشات التلفاز، فكيف بمباراة قد تزيد عن الساعتين.

ورغم توفر العديد من الأجهزة التي يمكن وصلها بالشاشة لعرض المباريات، من لواقط لتوليف الأقنية الأرضية التي تبث الحدث بشكل مجاني، إلى كروت فك تشفير القنوات التي تنقل مجريات المونديال عبر الأقمار الصناعية والاشتراك بباقات المتابعة الخاصة بالأجهزة الذكية، إلا أن تلك الوسائل لا يمكن لشريحة واسعة من الجمهور الاستفادة منها، أولاً لعدم وجود تيار كهربائي لتشغيل الأجهزة، وثانياً لارتفاع أسعار تجهيزاتها والتي لا يمكن للجماهير المشجعة تحمل تكاليفها، بحسب ما أوضح بعض من التقينا بهم.

على المقلب الأخر، هناك من وجد في الطرق الحديثة، عبر تطبيقات الانترنت المختلفة، حلاً يمكن من خلاله متابعة ما يجري في الملاعب، غير أن عائقاً أخر يقف لهم بالمرصاد، حيث أوضح كثيرون أن ضعف جودة الانترنت، سواء عبر شبكات الهاتف الخليوي أو بوابات الأرضي، حالت دون الاستمتاع بالمباريات، لافتين إلى أنهم يقضون أشواطها بانتظار دائرة التحميل لتكتمل، لتكون هي فقط ما يشاهدوه مع قليل من اللعب.

حلول عديدة ابتدعها السوريون منذ بداية المونديال لحضور هذا الحدث العالمي، الذي على الرغم من كل الظروف التي يعيشونها، إلا أن مشجعي هذه الرياضة مصرين على المتابعة وتشجيع فرقهم المفضلة، فكان خيارهم الأمثل، أو الأقل مرارة من بين المتاح، هو المقاهي والصالات، التي فردت طاولاتها ونصبت شاشاتها واشتركت بباقات القنوات الناقلة للمونديال لاستقبال عشاق كرة القدم، من الكبار والصغار، ذكوراً وحتى إناثاً.

صالات عرض المباريات والمقاهي المختلفة شهدت إقبالاً كبيراً خلال فترة كأس العالم، فبالإضافة لكونها توفر بثاً متواصلاً وسلساً للمباريات، تضيف الأجواء الحماسية التي تملأ المكان والهتافات المختلفة والتفاعل الجماعي مع الهجمات والمرتدات وركلات الجزاء متعة للمشاهدة تكسبها طابعاً خاصاً، بحسب أحد المتابعين، فضلاً عن المنافسة التي تحصل بين مشجعي الفرق المشاركة.

ولكن الدخول إلى تلك الأماكن يرتب على الفرد تكاليف إضافية، فالحضور ليس مجانياً بمطلق الأحوال، على الرغم من عدم وجود رسومٍ لمتابعة المباريات، التزاماً بدليل المشجع السوري الذي أصدرته وزارة السياحة قبل بداية المونديال، إلا أن ذلك لا ينفي عدم تقاضي أصحاب تلك المحلات لأجرة ما يطلبه المشجعين خلال فترة العرض، من مشروبات ومأكولات وآراكيل وغيرها.

وعند بحثنا عن أسعار الدخول لتلك الأماكن لحضور مباريات كأس العالم، تراوحت الأرقام بحسب المقهى أو الصالة والمنطقة المتواجد فيها وما يتم تقديمه من خدمات إضافية، لتكون بحدود الـ2500 للشخص الواحد في الأحياء الشعبية، وتصل إلى ما يزيد على 30 ألف في مقاهي أخرى.

وفي هذا السياق، بين صاحب إحدى الصالات الموجودة بحي شعبي، بأنه لا يمكن أن يحضر الناس لمتابعة المباريات دون دفع أي رسوم، حيث إن التكاليف المترتبة عليه لبث المباريات، من اشتراك بباقات القنوات الناقلة، التي تكلف حوالي 350 ألف ليرة لباقة كأس العالم وحدها، إلى تأمين وسيلة تغذية لاستمرار شاشة العرض بالعمل، سواء عن طريق مولدة أو بطارية، تحتم عليه تقاضي أجرة هي رمزية في الغالب، لا تعدو كونها تغطي تكاليف المشروبات التي تقدم، على أقل تقدير.

وهذا ما أكد عليه صاحب محل أخر، والذي يفتح أبواب مطعمه أمام محبي كرة القدم دائماً في مواسم البطولات الدورية ومنافسات الأندية، وبشكل خاص خلال المونديال، حيث لفت إلى أن تأمين مستلزمات حضور المباريات يفرض وضع رسوم زهيدة، على الأقل لتغطية نفقات ما يُقدم، وبالتالي لا يُحرم أحدٌ من المتابعة، مشيراً إلى أنه بإمكان أي شخص الحضور ومتابعة المباراة دون الحاجة لطلب أي شيء.

هذا الحدث العالمي لا يمكن التغاضي عنه ولا يمكن أن يمر مرور الكرام، وشغف حضور المباريات لا يمكن أن يخبو عند عشاق الكرة، فمهما كانت الظروف وبغض النظر عن طريقة المتابعة ومكانها فإن أجواء المونديال ستبقى حاضرة عند السوريين، ولو على نطاق ضيق.

 

رغد خضور