صحةمجتمع

سرطان الرحم.. تطورات علاجية من وجهة نظر طبية

بعد أن أطلق البرنامج الوطني للتحكم بالسرطان في سورية حملة هي الأولى التي تجوب جميع المحافظات مدناً وأريافاً للكشف عن الأورام الأكثر شيوعاً “ثدي، عنق رحم، بروستات”، ولأن لسرطان الرحم بنوعيه “عنق الرحم، بطانة الرحم” قلقه الكبير لدى الأنثى، ولاحتلال هذا النوع من السرطانات المرتبة الرابعة عالمياً بين الأورام من حيث الشيوع عند النساء، كان من الضروري الخوض في دهاليزه، وتسليط الضوء عليه، خاصة في ظل الاكتشافات الطبية المتقدمة والتطور الحاصل في علاج هذه الأمراض..

عن هذا المرض وأنواعه وتطورات علاجه، يوضح الدكتور علي غزاوي أخصائي في طب الأورام لـ “البعث ميديا” أن سرطان الرحم هو نمو غير طبيعي في خلايا الرحم، والتي تشكل ورماً خبيثاً داخل الرحم، وهو السرطان الأكثر شيوعاً من أنواع السرطان التي تصيب الأعضاء التناسلية للإناث.

وفي الجهاز التناسلي للمرأة، وفق الدكتور غزاوي، هناك أنواع للسرطانات منها “عنق الرحم، بطانة الرحم، المبيض، ملحقات الجهاز التناسلي”، ولكل نوع منها طرق تشخيصية مختلفة وأعراض مختلفة وطرق علاج مختلفة.

وتطرق الدكتور غزاوي إلى نوعين منها، سرطان بطانة الرحم، وسرطان عنق الرحم، باعتبارهما من أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء، حيث يصيب سرطان بطانة الرحم الأعمار الكبيرة، غالباً، أي فوق الخامسة والستين سنة، ونادراً ما يصيب الأعمار الصغيرة، ما يستدعي استئصال رحم تام مع ملحقاته، ومن الأمور التي تساهم في زيادة حدوثه التعرّض الزائد للاستروجين خارجي المنشأ (حبوب منع الحمل، العلاج بالتاموكسفين)، وداخلي المنشأ (بدء الطمث بعمر باكر أقل من ١٢ سنة وتأخر انقطاع الطمث إلى بعد سن الخامسة والخمسون، عدم الولادة، البدانة، الحمية عالية الدسم، السكري) متلازمات وراثية مثل lynch، ويتم علاجه بعد الاستئصال التام للرحم مع ملحقاته عبر اللجوء إلى العلاج الكيماوي أو الشعاعي، حسب الحالة.

أما النوع الثاني، وفق غزاوي، فهو سرطان عنق الرحم الذي يصيب الأعمار الكبيرة والصغيرة، خاصة إذا كانت المريضة مصابة بالفيروس الحليمومي الإنساني ما يزيد من احتمالية الإصابة به، ويمكن الكشف عن هذا النوع من السرطانات بشكل باكر عن طريق إجراء تحليل مناعي للتأكد من أن المريضة مصابة بهذا الفيروس، أو من خلال إجراء لطاخة بشكل دوري، للتأكد من وجود تحور في خلايا عنق الرحم، ومن أعراض هذا السرطان “ألم بعد الجماع، أو مفرزات سائلة بشكل كامل أو نزيف دموي”.

وأكد الدكتور غزاوي على أنه كلّما كان الكشف عن المرض مبكراً كلّما كان العلاج فاعلاً، وبالتالي يمكننا المحافظة على الخصوبة من خلال استئصال الورم فقط بشكل مخروطي أي الوصول إلى حواف سليمة، وفي بعض الأحيان يمكن استئصال عنق الرحم فقط مع المحافظة على الرحم والخصوبة، بينما في المراحل المتقدمة حتماً يتم استئصال الرحم دون ملحقاته.

وفيما يخصّ التطورات الحاصلة في علاج هذا المرض، فقد تمكن باحثون في كلية لندن الإمبراطورية من تطوير “سكين جراحي” يعرف بـ “آي نايف” يمكنه شم رائحة الأورام السرطانية في جدار الرحم وتحديدها خلال ثوان معدودة وفقاً لما ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، حيث أوضح الخبراء أن هذا الجهاز يتم استخدامه في الكشف عن سرطان الثدي وسرطان الدماغ، لكن أصبح من الممكن استخدامه في الكشف عن السرطانات في جدار الرحم، وتمكن الباحثون من إثبات فاعلية السكين الجراحي عندما تم استخدامه في تشخيص الإصابة في جدار الرحم بدقة وصلت لـ 89 في المئة في ثوان معدودة، وتعتمد نظرية عمل السكين الجراحي على تحليل نوع الدخان الناتج عن تبخير عينات الأنسجة التي يتم أخذها من الرحم، وتساهم تلك السكين في سرعة تشخيص المرض بصورة تساعد آلاف السيدات في التعافي منه بصورة سريعة. وتعقيباً على عمل السكين الجراحي، بيّن الدكتور علي غزاوي أن هناك شيئاً مشابهاً لعملها ونستعمله بكثرة وبشكل أوفر هو “الخزعة المجمّدة” تًرسل إلى المخبر والمريض مازال على طاولة العمليات، وحين تعود النتيجة بأن الورم سليم يوقف الجراح الاستئصال.

وبغية التعايش مع علاج سرطان الرحم تنصح بعض المواقع الطبية المتخصصة بالحفاظ على وزن صحي من خلال اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بشكل منتظم، إضافة لضرورة التزامها بوصفة طبيبها وإخباره عن أي أعراض غير طبيعية ولا ينبغي لها أن تشعر بالخوف من الذهاب إلى الطبيب عند حدوث أي نزف غير طبيعي أو أعراض غير عادية تؤثر على جهازها التناسيلي، مع ضرورة التقيد ببعض الاحتياطات التي قد تقلل من خطر الإصابة بسرطان الرحم الذي لايمكن الوقاية منه بشكل كلي، وتجنب العلاجات الهرمونية التي تحتوي على هرمون الإستروجين فقط، والحرص على إجراء الفحوصات الدورية للرحم وعنق الرحم وخاصة النساء اللواتي لديهن عوامل خطر تزيد من احتمالية سرطان الرحم لديهن.

ليندا تلي