مجتمع

قراءة في كتاب: التحرش الجنسي خطر يواجه طفلك

هناك الكثير من الموضوعات الإشكالية يخشى المجتمع الإفصاح والخوض فيها أو حتى الحديث عن أسبابها وسبل علاجها، ولعل التحرش الجنسي واحدة من أهم تلك القضايا المنتشرة في العالم والتي تحمل أثراً كبيراً على الأفراد والمجتمع، ويعتبر أسوء وأقبح أنواع هذه الجريمة هي التحرش الجنسي المسجل بحق الأطفال، فهو حقيقة قاسية وشكل منحرف وأمر منتشر أكثر مما قد يلاحظه الأفراد.
وتأتي خطورة هذا النوع من التحرش كون الطفولة مرحلة عمرية هامة تبنى فيها شخصية الفرد وتصقل وتتكون فيها كل المعالم الأساسية، ويمثل التحرش الجنسي في هذا السن نقطة تحول سلبية تضر بالحالة النفسية وتهدد تواصل الطفل بأقرانه وينعكس سلباً على قدرته على التفاعل والاندماج في محيط الأسرة والمدرسة والأصدقاء وغيرها.
الدكتورة سميحة محمود غريب في كتابها “التحرش الجنسي خطر يواجه طفلك” سلطت الضوء على ظاهرة التحرش الجنسي بالأطفال وتناولت في بداية الكتاب مفهوم التحرش وأشكاله وأسبابه، وعرفت التحرش بأنه الاتصال الجنسي بين الطفل وشخص بالغ لإشباع الغريزة باستخدام القوة والسيطرة، ومن أشكال التحرش هي الاجبار واللمس والتحريض وكشف المناطق الحساسة للطفل، أما عن أسباب هذه الظاهرة فهي كثيرة بحسب ما جاء في الكتاب أهمها قلة عناية الاهل بتربية أطفالهم والانشغال عنهم وخاصة في مرحلة المراهقة ما يترك آثاراً السلبية على تنشئة الطفل ليكبر دون أن يجد من يساعده على فهم التغيرات التي يعيشها، إضافة لغياب دور المدرسة التربوي والارشادي، والانفتاح على العالم من خلال الفضائيات الغربية الإباحية دون مراعاة قواعد الاخلاق وبالتالي التعرض لعمليات تشويه فكرية وأخلاقية.

الآثار المترتبة

يضاف للآثار المترتبة على التحرش الجنسي بالطفل كما تناولتها الكاتبة في الفصل الثاني الأعراض النفسية والسلوكية التي يعاني منها الطفل وتتبلور الأعراض النفسية: بالخوف الغير طبيعي، والعزلة والانطواء المفاجئ ، عدم الثقة بالنفس وبالآخرين، إضافة للتصرفات الجنسية المرفوضة في هذا العمر او النشاط الجنسي الزائد.
ومن الأعراض السلوكية للأطفال الأكبر سنا مشاعر الحزن والإحباط ومحاولات للتحرش بطفل آخر وسلوكيات تدمير الذات كالانتحار.
كما تكمن خطورة التحرش الواقع على الطفل أيضاً بالآثار الممتدة الى سنوات ما بعد الطفولة وبالأخص اذا كان المعتدي من أفراد العائلة مما يجعل الضحية يفقد الثقة بالأسرة وبنفسه وبالمجتمع الذي لم ينصفه.
أما الفصل الثالث من الكتاب فقد جاءت فيه الإجابة عن السؤال الهام ماذا تفعل إذا علمت أن طفلك تعرض لتحرش جنسي؟

القاعدة الذهبية

القاعدة الذهبية كما وصفتها الدكتورة غريب “خذ الموضوع بجدية وتعامل معه بكل هدوء” فيجب التحدث والاستماع للطفل وتصديقه في كل روايته واعطاءه كل الأمان والثقة ليشعر بالاطمئنان والدعم لتشجيعه على البوح بكل ما لديه ومن الضروري جداً عدم اثارة الموضوع بكثرة على مسامع الطفل.
وأجابت د. غريب أيضا في الفصل الرابع عن كيفية حماية أطفالنا من التحرش؟ بأن التربية الناضجة هي صمام الأمان، وبناء جسور من الثقة بين الوالدين والأطفال، إعادة دور الأسرة الحقيقي الذي قد تعرض لسلب بفعل التقنيات الحديثة التي دخلت على حياتنا وسرقت أجكل اللحظات الحميمة بين العائلة.
كما يجب بث ثقافة التعامل مع الغرباء لتوسيع مدارك الطفل لضبط القوانين الخاصة بالتعامل مع أي شخص غريب.

خطر الشذوذ الجنسي

وأخيرا جاء في الفصل السادس “أطفالنا وخطر الشذوذ الجنسي” تناولت الكاتبة فيه خطر الشذوذ واضطراب الهوية، والأسباب التي تؤدي لانحراف الطفل جنسيا نحو الشذوذ واهمها الاسرة أولا وأخيرا من خلال الحرمان العاطفي والصراع بين الابوين وتعطل وظيفة الاب بحيث لا يكون هناك دور فعال للاب في تكوين شخصية الطفل أو حتى وجوده بتحقيق مهمته السامية تجاه الاسرة والابناء، واهمال تربية الأطفال.
وركزت غريب على ضرورة فتح باب الحوار مع الأبناء وتربيتهم بأسلوب الثقة بالنفس وأن يأخذ الأب دوره في الاسرة والام أيضا لها دور بضرورة وجود الرقابة المعتدلة والمتابعة المستمرة والبعد عن التسلط والحماية الزائدة والدلال المبالغ فيه والتفريق بين الأبناء.

آثار الجوابرة