مجتمع

كيفية التعامل مع الطفل العنيد في المدرسة

التعامل مع الطفل العنيد في المدرسة يتطلب فهماً عميقاً لشخصية الطفل وحالته العاطفية والنفسية وأسباب العناد، وعلى الرغم من دور المدرسين والأساتذة في تعديل سلوك الطفل العنيد، إلّا أن العلاج الناجح للعناد عند الطفل في المدرسة من مسؤولية متخصصي الإرشاد النفسي والتربوي، ولا بد أن يكون هناك تعاون بين الأهل والمدرسة لتعديل سلوك الطفل العنيد.

كيفية التعامل مع الطفل العنيد في المدرسة

تعامل مع عناده بإيجابية: تساهم ردود الفعل الإيجابية والهادئة في منح الطفل الفرصة لإعادة التفكير بسلوكه العنيد والتراجع عنه، بدلاً من رفع مستوى الأوامر وحدتها حاول مناقشة الطفل العنيد بابتسامة حول أسباب رفضه الامتثال.

اعرف أسباب عناده: أهم خطوة في التعامل مع الطفل العنيد في المدرسة هي تقييم حالته ومحاولة فهم أسباب العناد، يساعد ذلك في اختيار الأسلوب المناسب لتعديل السلوك، فإذا كان عناد الطفل مرتبطاً بشعوره بالغربة أو عدم الانتماء لا بد من علاج هذا الشعور أولاً.

لا ترضخ لعناده: يجب ألّا يرضخ المعلمون والمربون لعناد الطفل مهما كانت الظروف، ويجب أن يفهم الطفل أن الصراخ والاعتراض والعدوانية لا يمكن أن تساعده على التهرب من واجباته أو الحصول على امتيازات خاصة.

خيّره بين خيارين: الطفل العنيد يحب أن يحس بالحرية وأن يفعل ما يريد، بإمكانك أن تخدعه بأن تجعله يختار بنفسه بين خيارين يناسبانك؛ فدعه يختار في أي مقعد يريد أن يجلس على أن تحدد أنت له مقعدين يمكنه الاختيار بينهما ليشعر أنه قد اختار بنفسه.

لا تكثر من قول كلمة لا: استعمال كلمة النهي مثل “لا” أو “ممنوع” قد تكون مستفزةً للطفل العنيد وتجعله أكثر غضباً، لذلك من الأفضل استبدال الكلمات القصيرة القاسية بجمل طويلة وهادئة.

امنحه مزيداً من القيمة: من استراتيجيات التعامل مع الطفل العنيد أن تقوم بفهم ما يجعله يشعر بالفخر والقيمة والاستحقاق وتستغل ذلك لتعديل سلوكه، حيث يمكن تكليف الطفل العنيد في المدرسة ببعض المهام البسيطة التي تشعره بالقيمة والسعادة مثل مسح السبورة أو المشاركة في شرح الدرس أو حتى تنظيم جمع اشتراكات الرحلات المدرسية.

طبّق العقاب المناسب: يجب أن يدرك الطفل العنيد في المدرسة أن سلوك العناد يستوجب عاقبةً ما، ويجب أن تكون العقوبة متناسبةً مع السلوك وعمر الطفل، كما أن العقوبات لا يمكن أن تكون ذات قيمة في تعديل سلوك الطالب العنيد إن لم تقابلها المكافأة المناسبة عن السلوك الجيد والتقدم والتحسّن.

تواصل مع الأهل وتعاون معهم: التواصل مع الأهل في غاية الأهمية لتعديل سلوك الطالب العنيد، وما يجب أن يهتم المعلمون بمعرفته إن كان سلوك العناد مرتبطاً بالمدرسة فقط أم أنه سلوك مستقر عند الطفل، إضافة إلى كيفية تعامل الأهل مع هذا السلوك في المنزل، ويجب أن يصل الأهل والمعلمون والمربون إلى صيغة مشتركه في التعامل مع مشكلة العناد عند الطفل.

الأسباب التي تجعل الطفل عنيداً في المدرسة

عدم القدرة على التأقلم مع المدرسة: أهم أسباب عناد الطفل في المدرسة هو عدم قدرته على التأقلم مع البيئة الدراسية، سواء التأقلم مع زملائه وأقرانه، أو التأقلم مع الأساتذة والمربين، أو حتى عدم قدرته على التأقلم مع فكرة النظام والقواعد والانضباط.

التعبير عن مشاعره السلبية: العناد من الوسائل التي يعبر الطفل بواسطتها عن مشاعره التي لا يمكنه نقلها للآخرين بسهولة، وغالباً ما يكون الطفل غاضباً أو محبطاً أو حزيناً ما يدفع لمعارضة الأوامر ومقاومتها للتعبير عن مشاعره السلبية.

لفت الانتباه وطلب الاهتمام: من أهم أسباب عناد الطفل في المدرسة أنه يشعر بالإهمال وعدم الاهتمام في المنزل أو في المدرسة، ويحاول من خلال المعارضة والتحدي والعناد أن يلفت الانتباه له، وعادةً ما يتم تعديل سلوك الطفل العنيد في هذه الحالة بسهولة من خلال منحه المزيد من الاهتمام العاطفي وتقوية شعوره بالاستحقاق والقيمة.

التربية الخاطئة للطفل: قد يكون الطفل مدللاً ويحصل على كل ما يريده في البيت ما يجعله غير قادراً على الالتزام بالضوابط والقواعد المدرسية، وقد يعاني الطفل من التعنيف والمعاملة السيئة في المنزل ما يجعله يستغل البيئة الآمنة في المدرسة للتعبير عن نفسه بالعناد، وذلك على سبيل المثال لا الحصر.

اضطرابات الطفولة المسببة للعناد: من الأسباب المحتملة لعناد الطفل في المدرسة أنه يعاني من إحدى اضطرابات الطفولة التي تسبب هذا النمط من السلوك، مثل اضطراب التحدي المعارض أو العناد الشارد، واضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، ومشاكل السيطرة على الانفعالات، وحتى بعض اضطرابات صعوبات التعلم والاضطرابات النمائية التي تجعل الطفل عصبياً وصعب المراس.

شخصية الطفل وطبيعته: ليس كل طفل عنيد هو طفلٌ مضطربٌ أو مريضٌ أو منحرفٌ سلوكياً، العناد من سمات الشخصية التي يمكن أن يكتسبها الأطفال بسبب العوامل الجينية والبيئية، وعادةً ما تكون الطريقة التي يتعامل بها الأهل والمربون مع الطفل حاسمةً في تعزيز سمة العناد أو تهذيبها.

 

المصدر: مواقع متخصصة