“الناعقون” يغيبون عن المشهد الفلسطيني
ماذا لو كان “القرضاوي” حيا، وشاهد ماذا يحصل في فلسطين المحتلة اليوم، هل كان افتى بوجوب الجهاد فيها، كما فعل بداية الأزمة السورية، وكان من المحرضين عليها؟
الرجل صار في ذمة الله، ويكفيه وزر ألوف الذين سوف يحمل دمهم، حسب الحديث الصحيح: “يجيءُ المقتولُ بالقاتلِ يومَ القيامةِ ناصيتُهُ ورأسُهُ بيدِهِ وأوداجُهُ تشخَبُ دمًا يقولُ يا ربِّ هذا قتلَني” ولكن يمكن لنا أن نعرف موقفه، من موقف تلاميذه، الذين نهجوا نهجه في التحريض الدامي على الحرب والقتال في سورية!
لم نسمع مثلا عن ملائكة تقاتل مع المقاومين! كما أننا لم نقرأ أي بيان صدر عن “علماء الأمة” الذين أفتوا بإباحة دم الجيش السوري، عام 2013، أين هم اليوم مما يجري فوق أرض فلسطين المقدسة؟ ألا تستحق استنفار همم الشباب المؤمن أيضا؟ و”العريفي” صاحب الأحلام “الصميديعية” المواتية لسعر الصرف، ما بال ملائكته تغيب اليوم عن فلسطين المحتلة اليوم!
هذان النموذجان هما من تسيدا المواقف المشابهة، بداية الحرب على سورية، وكان للتحريض الذي حرضا به، نتائجا وخيمة على العديد من الدول العربية، وفي المقدمة سورية، ثم تونس التي تعاني اليوم من القتلة الذين عادوا إليها، بعد كسر شوكتهم وشوكة مشغليهم ودعاتهم بالبسطار السوري، لا ننسى لبنان والعراق، وحتى في الخليج العربي، لا بل إن أذاهم وصل إلى أوروبا وأمريكا!
لا نستغرب بعد هذا الصمت المخزي والمتوقع لهؤلاء “المتقرشون” أن يخرجوا بفتوى توجب الجهاد ضد المقاومة الفلسطينية، وتحريم دم الجندي الصهيوني! كما فعلوا مع المقاومة اللبنانية!
تمّام بركات