تغيّر المناخ وتأثيراته في ورشة عمل بيئية
اللاذقية – مروان حويجة
قدّم الباحثون المشاركون في الورشة العلمية البيئية حول ” تغيّر المناخ وتأثيراته ” التي نظمتها جمعية الساحل السوري لحماية البيئة ،أهم التحديات البيئية الناجمة عن التغيّرات المناخية ، ودور المؤسسات والفعاليات الاختصاصية والتنفيذية والمجتمعية في حماية البيئة في ظلّ ما تواجهه من تحديات .
وأكّد الدكتور موفق صوفي عضو المكتب التنفيذي لمجلس محافظة اللاذقية لقطاع البيئة والصحة والشؤون الاجتماعية إلى إبلاء الجانب البيئي كل الاهتمام لما له من أهمية تنعكس على مختلف القطاعات والمجالات الصحية والإنتاجية والتنموية ، حيث أصبحت البيئة الشغل الشاغل للكثير من الدول في ظلّ ما يواجهه العالم من متغيرات وتحديات بيئية ، وأشار إلى الجهود المبذولة لدعم عمل وتطوير أداء الجمعيات البيئية الأهلية في مؤازرة الجهود الحكومية ،بهدف الوصول إلى تنمية مستدامة ، وتوطينها بمبادرات نوعية تماثل ماتقوم جمعية الساحل السوري لحماية البيئة.
الدكتورة سهير الريّس رئيسة مجلس إدارة جمعية الساحل السوري لحماية البيئة إلى أنّ هذه الورشة تأتي استعداداً للمشاركة في المؤتمر البيئي الدولي لأطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيير المناخ ،في إطار الجهود الدولية للتصدي لظاهرة التغير المناخي cop28 ,وذلك في خضم تحديات كثيرة أهمها الحروب ،وارتفاع أسعار الطاقة والغذاء في العالم ،وعرضت الدكتورة الريّس لأهم انعكاسات وتأثيرات تغيير المناخ على توازن الطبيعة ،والنظام البيئي ،والجفاف والعواصف الترابية والرملية وتضاؤل الأراضي الزراعية وتراجع الأمن الغذائي ،وزيادة معدلات المجاعة ،وزيادة معدلات اللجوء في الدول النامية الأكثر تضرراً من تغيرات المناخ ،هذا فضلاً عن ذوبان الجليد القطبي وارتفاع مستوى سطح البحر ،وتدهور التنوع البيولوجي ،وانتهاء بصعوبة تحقيق التنمية المستدامة ، وأشارت إلى أنّ تهديد المناخ يعدّ أكبر تهديد للصحة تواجهه البشرية ،ناهيك عن تأثير تغيّر المناخ على المحددات الاجتماعية والبيئية للصحة كالهواء ومياه الشرب والغذاء كما تزداد الأمراض الحيوانية المنشأ والأمراض المنقولة بالغذاء والمياه فضلاً عن مشاكل الصحة النفسية .
وتناول الباحث الدكتور أمير إبراهيم – الباحث في المعهد العالي للبحوث البحرية في جامعة تشرين في الجلسة الأولى مؤتمرات الأطراف وأهميتها في رسم السياسات المناخية والمأمول من المؤتمر البيئي الدولي cop28 ،وذلك في ظل التحديات البيئية التي يشهدها العالم وضرورة تضافر الجهود في مواجهتها .
الدكتور الباحث موسى السمارة مدير مشاريع الاتحاد الأوربي في الجامعات السورية عرض في محوره لمفهوم التغير المناخي من حيث الأسباب والدلائل وقدّم توصيفاً علمياً لهذه الظاهرة في ضوء الدراسات والأبحاث والنتائج .
من جهته الدكتور أحمد خيربك مدير مؤسسة أكون للتعليم والتمكين والخدمات المجتمعية أفرد ورقته العلمية البحثية لمفهوم الاقتصاد الأخضر وعلاقته يتبدل المناخ . وقدمت كل من الدكتورة سهير الريّس رئيسة الجلسة ،والدكتورة إقبال فاضل مقررة الجلسة أهم المحاور العلمية والبحثية المطروحة في موضوعات الجلسة وأهمية محتواها .
فيما تناولت الجلسة الثانية برئاسة الدكتور محمد موسى ، ومقررتها الدكتورة شيرين حسين ،محاور عديدة حول تأثير تغير المناخ على خصائص التربة ، قدمها الباحث الدكتور ماهر دعبس باحث رئيسي في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية ، وموضوع الدعم النفسي والمجتمعي وسبل العيش للحالات النفسية والاجتماعية الناجمة عن تبدل المناخ للأفراد والجماعات قدمتها الدكتورة لمى منلا ، عضو في جمعية الساحل السوري لحماية البيئة .
وعرضت الورشة للمساهمات المحددة وطنياً في إطار اتفاقية باريس للمناخ ، وأشارت إلى أنه مع توفر الإرادة السياسية في سورية لدعم العمل من أجل التمكين المناخي وتوعية المجتمع المحلي وتعزيز مشاركته في تنفيذ الحلول والمساهمات المحددة وطنيا تبرز الحاجة إلى المزيد من دمج العمل المناخي في السياسات والاستراتيجيات الوطنية وصولا إلى زيادة الوعي لتحقيق تغيير سلوكي وثقافي يمكن أن يؤدي إلى المشاركة المتعددة للقطاعات المختلفة .