الشريط الاخباريمنوع

علماء يشرحون مشكلته.. “التنظيف الهوسي” يجتاح “تيك توك”!

 

اجتاح تريند “التنظيف الهوسي” تطبيق “تيك توك”، بشكل واسع وجنوني، وأطلق مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي هذا المصطلح على الرغبة المفاجئة في التنظيف.

ويصف “التنظيف الهوسي” الحالة التي يجد فيها الكثيرون أنفسهم أمام أفكار وسواسية لا يمكن السيطرة عليها بالحاجة الملحة للتنظيف، مثل ترتيب خزانة الملابس أو تنظيف حوض المطبخ من الأطباق المتسخة، ونشر العديد من مستخدم “تيك توك” مقاطع فيديو وهم ينظفون الخزانات المزدحمة والأطباق القذرة بشكل محموم، بينما يعتقد البعض أن هذا تصنيف خطير أطلق على سلوك عادي نسبياً.

ويحذر الخبراء من أن مصطلح “التنظيف الهوسي”، قد يكون “غير مناسب”، موضحين أنه على الرغم من أن نوبات التنظيف المكثفة هي سلوكيات شائعة بين الأشخاص الذين يعانون من الهوس، إلا أنها تستمر لفترة أطول بكثير من بضع ساعات، ولا تتم بسبب الملل ويمكن أن يتبعها اكتئاب حاد يمكن أن يستمر من أسابيع إلى أشهر، على عكس ما تتم مناقشته عبر الإنترنت.

كبيرة المسؤولين السريريين في مجموعة “ألتر هيلث” في كاليفورنيا، نيلو نيكو، شددت على الفرق بين “الهوس” و”الاندفاع”، حيث ذكرت في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز ديجيتال”: “أعتقد أن كلمة هوس تسعى إلى جذب الاهتمام. إنها ترسم عنصرا سلبيا في الأمر، لأنه إذا كان شخص ما يعاني من خلل وظيفي حقا، أو لديه هذا التشخيص، فقد يكون هذا تصنيفا خطيرا لاستخدامه على وسائل التواصل الاجتماعي”.

بالمقابل، أشار الدكتور آرون تندلر، وهو طبيب نفسي وكبير المسؤولين الطبيين في شركة BrainsWay التي تقدم علاجات التحفيز العصبي، إلى أنه لا يشجع أيضا على استخدام مصطلح “التنظيف الهوسي”، لافتاً إلى أنه “عندما يستخدم الناس هذه المصطلحات بشكل غير مناسب، فإن ذلك يقلل من حجم المشكلة إلى حد ما”.

وأوضح بأن الهوس يشير إلى زيادة في “النشاط الموجه نحو الهدف” لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات مثل الاضطراب ثنائي القطب، وتستمر فترة الهوس الخفيف لمدة أربعة أيام على الأقل، مع زيادة الطاقة معظم اليوم.

وأضاف بأنه يمكن مقارنة “التنظيف القهري (الهوسي)” بحالة مماثلة تسمى اضطراب الوسواس القهري، إلا أن الوسواس القهري في الواقع هو أقرب إلى أن يكون “مرضا مزمناً”، تفاوت شدته على مدى عمر الشخص، ويكون لدى الأشخاص الذين يعانون منه أفكار ومخاوف غير مرغوب فيها.

وكشف الطبيب أن التنظيف يعتبر “محور اهتمام مشترك” في الوسواس القهري، إذ غالبا ما تنشأ طقوس، مثل غسل اليدين وتنظيف المنزل، منوهاً إلى أن الشخص المصاب بالوسواس القهري يقوم بالتنظيف المستمر، وغسل الملابس، وارتداء القفازات طوال الوقت.

وبين تندلر أن الاضطرابات العقلية الأخرى، مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، يمكن أن تكون أيضا عاملا مساهما في “التنظيف الهوسي”، حيث يمكن للأدوية الموصوفة أن تسبب سلوكا شديد التركيز.