نحو تفكير جمعي لإنتاج الحلول…
بقلم د. بسام أبو عبد الله
-لا أخفيكم أنه بعد انتشار خبر لقاء الرفيق الأمين العام للحزب مع مجموعة من المفكرين، والأكاديميين، والكتاب البعثيين أنني تلقيت العديد من الاتصالات من أصدقاء ورفاق بعضهم بعثيين، وكُثر غير بعثيين، بهدف الاطمئنان والاطلاع على ما دار في هذا اللقاء من مناقشات، وأفكار تهم الشارع الوطني في سورية، لا بل يمكنني القول بجرأة إنها تهم الشارع العربي أيضاً.
-سأحاول هنا تكثيف بعض الأفكار التي أرى أن من واجبنا نقلها للرأي العام، بهدف تقديم حقيقة التحديات، والمصاعب التي نواجهها كحزب، وكشعب، وكبلد، وهي كثيرة وعديدة، بعضها عميق الجذور، وبعضها الآخر ذو طابع ثقافي (أي يرتبط بنمط التفكير وسطحية إنتاج الحلول أو تبسيطها، فالبعض اعتقد مثلاً أن الانتخابات الحزبية هي نهاية المطاف، بينما هي البداية لمسار إصلاحي يحتاج لجهد الجميع، وهكذا تتالت الأسئلة في هذا اللقاء على الرفيق الأمين العام للحزب الرئيس بشار الأسد الذي أوضح أن هدف هذا الحوار أن يتحول إلى منهجية واضحة تحدد مرجعيات واحدة، وأما الهدف الآخر فهو تحويل الأفكار لخطط تنفيذية لأن أي فكرة لا تتحول إلى عمل وواقع تموت، مؤكداً أن أحد مشاكلنا في التفكير هو المفاهيم المطلقة، والقوالب الجامدة التي لا تعرف المرونة، أي بمعنى عدم القدرة على ابتكار الحلول للمشاكل المستجدة، وعدم قراءة واقع التطورات والتحولات التي يشهدها المجتمع، والرغبوية التي تغلب على تفكير كثير منا دون ترافق ذلك مع العمل المضني والطويل لإيجاد الحلول للتحديات والمصاعب الماثلة أمامنا، ولم يخفِ الرفيق الأمين العام للحزب رأيه بأن الأشخاص السلبيين لا ينتجون أبداً، وليس لديهم القدرة على فعل شيء إيجابي سوى إحباط الناس، وقتل طاقاتهم الكامنة بدلاً من تحفيزها، ورعايتها، واحتضانها.
-وأما الحلول للمشاكل والمصاعب التي تظهر أمامنا كجبال يعتقد البعض أنه لا يمكن تجاوزها، ولا تسلقها، فهذا وهم نقع به جميعاً، فالعقول موجودة، والأدوات متوافرة، لكن الأهم هو توافر الإرادة، والتصميم، والإيمان بالقدرة على تجاوز الصعاب، وهذا يتطلب مجموعة خطوات أساسية منها:
• تحديد الرؤية التي يجب أن يضعها الحزب للمستقبل، لأنه بدون هذه الرؤية سنبقى ندور بدائرة مفرغة.
• إن إنتاج هذه الرؤية يجب أن يكون من خلال الحوارات، وليس من خلال الآراء الفردية من هنا وهناك، لأنها يجب أن تمثل رأي الغالبية في الحزب والمجتمع.
• إنتاج المنظومات الجيدة التي تضبط المهام للأشخاص، وتحدد معايير الأداء، والأهداف المطلوب تنفيذها.
• بناءً على ذلك لابد من توضيح سياسات الحزب وإعلانها بهدف تحديد مسؤولية الحزب والحكومة.
-الرفيق الأمين العام شَخَصَ بوضوح أن أخطر المشاكل التي واجهتنا طيلة عقود من الزمن هي قضية التنكر للواقع، والهروب من الحقائق، وهذه قضية مزمنة ترتبط بأنماط سلوكية، وتربوية، وثقافية، الأمر الذي جعل منظوماتنا تتقادم، وتتآكل دون أن نمتلك الجرأة للدعوة للتغيير، والتطوير، والأهم من ذلك كما أفهم من فحوى ما قاله الرفيق الأمين العام للحزب الرئيس بشار الأسد: إن الإقرار بالواقع، وحقائقه أمر ضروري لمعالجته، وهو ليس تعبيراً عن الضعف، بل تعبيراً عن الشجاعة والمسؤولية، كما أن المعالجة لابد أن تنظر للمستقبل، وتنهي عملية الحنين للماضي، أي النظر للأمام، لأن الماضي لن يعود، ولن نستفيد منه سوى بدروس وعبر مستخلصة.
-رسالة الرفيق الأمين العام للحزب في هذه الجلسة الحوارية هي أن الحلول للمصاعب داخل الحزب وخارجه لن تكون إلا من خلال تفكير جمعي لإنتاج الحلول، وفي هذا إنهاء لمشكلة مزمنة لدينا، وما تزال، وهي: إلقاء المسؤولية تارة نحو الأعلى، وتارة نحو الأدنى، وتارة ثالثة نحو الخارج، نحتاج لتشخيص الواقع، وردم الفجوة بين الفكر والواقع، وإنتاج هرمية للأولويات، وأعتقد أننا قادرون، وجاهزون يداً بيد مع الرفيق الأمين العام للحزب الذي يحتاج لعقول الجميع ومساهماتهم، فالحزب هو للوطن، والوطن لنا جميعاً.