هل هناك نسخة ثانية من الارض ؟
اكتشف فريقان دوليان من علماء الفلك، بما في ذلك فريق بقيادة طالب دكتوراه في كلية لندن الجامعية وجامعة إدنبرة، كوكباً يبعد عنا 40 سنة ضوئية فقط، ويتراوح حجمه بين حجم الأرض والزهرة.
والكوكب الخارجي المكتشف حديثاً، والمسمى “Gliese 12 b”، هو أصغر قليلاً من كوكب الأرض، وتقدّر درجة حرارة سطحه بـ107 درجات فهرنهايت – على افتراض أنه لا يحتوي على غلاف جوي، وفقاً لبيان رسمي.
ويقع كوكب “Gliese 12 b” داخل المنطقة الصالحة للسكن مباشرة، وهي المسافة من النجم التي يمكن أن يوجد فيها الماء السائل على أسطح الكواكب التي تدور حولها.
ويخطط علماء الفلك حالياً لتحليل كوكب “Gliese 12 b”، لتحديد ما إذا كان لديه غلاف جوي مشابه للأرض، ما قد يكشف ما إذا كان الكوكب الخارجي يمكنه الحفاظ على درجة الحرارة المناسبة لتكوين الماء على سطحه، وهو مركّب أساسي لدعم الحياة.
وتم تصنيف “Gliese 12 b” على أنه “أقرب كوكب بحجم الأرض حتى الآن”، وهو مرشح للاستكشاف المستقبلي بواسطة تلسكوب “جيمس ويب” الفضائي التابع لـ”ناسا”، والذي تبلغ تكلفته 9.5 مليارات دولار.
واستخدم فريق دولي من علماء الفلك القمر الصناعي “TESS” (القمر الصناعي العابر لمسح الكواكب الخارجية) التابع لـ”ناسا” لتضييق نطاق موقع كوكب “Gliese 12 b”، ليكتشفوا أن مداره أكثر إحكاماً بكثير من مدار الأرض، مما يعني أنه يعبر نجمه القزم الأحمر البارد، المسمى “Gliese 12″، في كثير من الأحيان، ويكمل دورة واحدة كل 12.8 يوماً.
وقال شيشير دولاكيا، وهو طالب دكتوراه في مركز الفيزياء الفلكية بجامعة جنوب كوينزلاند في أستراليا: “يمثّل “Gliese 12 b” أحد أفضل الأهداف لدراسة ما إذا كانت الكواكب بحجم الأرض التي تدور حول نجوم باردة يمكنها الاحتفاظ بغلافها الجوي، وهي خطوة حاسمة لتعزيز فهمنا لقابلية السكن على الكواكب عبر مجرتنا”.
وتبلغ المسافة التي يبعدها كوكب “Gliese 12 b” عن نجمه القزم 7% فقط من المسافة بين الأرض والشمس، مما يوفر له طاقة أكبر بمقدار 1.6 مرة.
هل هو صالح للسكن؟
ومع ذلك، تعتمد الظروف الصالحة للسكن على “Gliese 12 b” على ما إذا كان لديه نوع الغلاف الجوي نفسه الموجود على الأرض، مما يجعل درجة حرارته أقرب إلى متوسط 59 درجة فهرنهايت، الموجودة على كوكب الأرض.
كما أن أحد العوامل المهمة لفهم ما إذا كان الكوكب الخارجي صالحاً لسكن البشر على سطحه، هو النظر إلى مستوى العواصف المنبعثة من نجمه.
وعادة ما تكون النجوم القزمة الحمراء نشطة مغناطيسياً، مما يجعلها تطلق توهّجات متكررة من الأشعة السينية، التي يمكن أن تدمّر الغلاف الجوي، لكنّ لدى الفرق العلمية آمالاً كبيرة في ألا يكون هذا هو الحال، لأن نجم “Gliese 12” لم يُظهر أي علامات على وجود عواصف شديدة.