Uncategorized

هل استئناس طرطوس انتصار للمال..!؟

البعث ميديا – وائل علي:

إذا كان الاستئناس على هذه الطريقة وعلى هذه الشاكلة التي اشتغل عليها غالبية المستأنسين والمستأنسين، بفتح السين وبكسرها، على حد سواء ضمن قطاع فرع طرطوس للحزب فبوضوح وشفافية وعلنية وعلى قاعدة حرية التعبير المسؤولة والالتزام بالنقد والنقد الذاتي وفق أدبياتنا البعثية العريقة والقول بصريح العبارة أننا لم نعد مع الاستئناس الحزبي لأن قراءة أولية بسيطة للمكتوب المقروء بلا عناء لقوائم الفئتين الفائزتين ( أ – ب ) تظهر لنا سطوة المال وحضوره الفاعل البادي للعيان، قابله استبعاد متعمد لأسماء مهمة وأصحاب تجارب وخبرات ومواقف إدارية وحزبية ونقابية ومنظماتية عبرت في مراحل ومحطات سابقة، كما أننا لسنا مع هذا الاستئناس طالما أن فرع الحزب اعتبر دائرة انتخابية واحدة لأنه ضاعف من صعوبات وصول الناخب “الاستئناسي” وقلل فرص وصول الرفاق للرفاق لأسباب موضوعية ولوجيستية عديدة تتعلق بانتشار المرشح فليس كل مرشح هو علم مرفرف ومتداول بين البعثيين رغم أنه قد يكون طاقة كامنة وقيمة مضافة للعمل التمثيلي “النيابي” لكنه لن يتمكن من الوصول وفق الآلية المتبعة، والعكس قد يكون صحيحا فليس كل من يستطيع الوصول للشريحة العريضة من الأصوات من خلال “ماكينته” الانتخابية وتوظيف علاقاته النافذة وشبكة معارفه الواسعة وملاءته المادية لنيل هذا الشرف العظيم – وهذا بطبيعة الحال من حقه – رغم تواضع إدراك البعض – إذا استثنينا الوجاهة المنشودة – لماهية ماذا يعني أن تكون ممثلا للشعب وللحزب وعضوا في كتلة نيابية وازنة كالكتلة البعثية…
من هنا فإننا نعتقد أن عملية الاستئناس التي انتهت لن توصلنا لما نصبو ونريد، ولأننا حزب له باع طويل في استحقاقات لا يستوي فيها، بعد كل ما مضى، التجريب والاختبار ولا تليق بتاريخه النضالي العريق مثل هكذا ممارسات ولا يجوز أساسا أن يسمح بمرورها ، فإننا لا نجد غضاضة في توسيع دائرة الخيار، أو المركزية للبحث والتدقيق والتمحيص بين المرشحين الذين لن يتمكنوا من حصاد أكثرية الأصوات وبالتالي خروجهم خاسرين مستبعدين من ماراتون الاستئناس خالي الوفاض….!!
فيما قد تجد من هو ملما بالقراءة والكتابة مثلا، أو استحصل على شهادة مشكوك بأمرها ومصدرها دون أن يتمكن من معادلتها، أو من تحالف أو أجرى تشبيكا مع أصحاب الجيوب المنفوخة وقد تصدر قائمة الأصوات ليتبوأ قائمة الوحدة الوطنية كمرشح بعثي “بحكم أكثرية الأصوات طبعا” وهذا ما لا مصلحة للحزب ولا للشعب به بكل تأكيد…
وإلى أن نصل لتلك الدرجة التي نستطيع التمييز بين الغث والسمين، وبين الساعين اللاهثين للولاية ووجاهتها، وبين مستحقيها وبين المترائين المخادعين والحقيقيين، فإنه من المهم بمكان إجراء قراءة تحليلية هادئة لمفرزات الاستئناس ونتائجه وما يحوم حوله من أقاويل ودخان ملأ الدنى وحسابات بالمليارات دفعت لشراء الخيار والوعي ومصادرتهما قبل إعلان قوائم المرشحين النهائية سيما أن غالبية الذين تصدروا المشهد تحوم حولهم عشرات إشارات الاستفهام والكثير من الروايات والأقاويل التي هي ليست رأيا فرديا بل أضحت حكايا الناس وأقاويلهم ، وسيرا شعبية كذلك، ولاشك البتة في أن هذا رأي عام يعرفه الشارع ويترقب كيفية معالجته في هكذا محافظة وهكذا ظروف، لأننا أحوج ما نكون اليوم قبل أكثر من أي وقت مضى لخوض غمار الدور التشريعي الرابع بتطلع مختلف عن الدور السابق وطاقة إيجابية عالية الذبذبات وواعدة ، فنحن لسنا لوحدنا والساحة مليئة بالتحديات، والاستئناس بنتائجه هو اليوم على المحك لذلك فإننا لسنا بالمطلق معه…إذا تم المضي به على هذا المنوال.