واقع تمثيل المرأة والشباب في قوائم الوحدة الوطنية!
البعث ميديا – بلال ديب:
يتكرر مشهد ضعف التمثيل النسائي في الانتخابات الداخلية التي أجريت خلال الأشهر الأخيرة في الحزب، سواء كانت في اختيار ممثلي الفروع لاجتماع اللجنة المركزية الموسع أو اختيار ممثلي الحزب لانتخابات مجلس الشعب ضمن قوائم الوحدة الوطنية، وفي المشهد الانتخابي العام.
فلو تحدثنا عن “الاستئناس” الأخير لوجدنا أن قوائم الوحدة الوطنية تضمنت 17 رفيقة من أصل 170 رفيق ورفيقة “ممثلي البعث” أي ما نسبته حوالي 10% فقط من عدد أعضاء البعثين ضمن تلك القوائم، واقتصر تمثيل أحزاب الجبهة على امرأة واحدة من أصل 15 ممثلاً للأحزاب المتحالفة مع البعث في قوائم الوحدة الوطنية، أي أن المجتمع لم ينصف المرأة قياساً بحجم تمثيلها المجتمعي، رغم ما تتمتع به من حقوق سياسية في سورية.
هذه الظاهرة يمكن قراءتها بشكل أكثر تفصيلا إذا ما علمنا أن المرأة لم تحظ بالتمثيل في قوائم السويداء، ودرعا والقنيطرة، بينما تمثلت بعنصر واحد فقط في قوائم دمشق، وحمص وحماه والرقة ودير الزور والحسكة وطرطوس، فيما حصلت على مرشحتين في قوائم اللاذقية وحلب ومناطق حلب وادلب، الأمر الذي يعني اضطراباً في حضور المرأة في الحياة السياسية عموماً ما يعكس نظرة مجتمعية قاصرة لدور المرأة السياسي، ويشي بضرورة تمكينها بشكل أكبر.
فحين ابتعد الحزب عن فكرة “الكوتا” التي كانت تفرض حضور المرأة وعنصر الشباب فرضاً، أصبح وضع المرأة والشباب على المحك في المعارك الانتخابية، ففي ظل تراجع المرأة في الانتخابات، يتقدم العنصر الشاب في التمثيل ويثبت حضوراً مقبولاً فقد تمثل الشباب بـ 21 ممثلاً، أي حوالي 12.5% من ممثلي البعث في قوائم الوحدة الوطنية، ورغم تفاوت التمثيل بين دائرة وأخرى إلا أن حضور الشباب ضمن الكتلة البرلمانية يعتبر جيداً قياساً بالمعايير التي وضعت لخوض الاستئناس، وهذه النسبة المقبولة الآن، ولكن لابد من العمل على زيادتها عبر المزيد تمكين الشباب في الحزب وفي المجتمع ومنحهم دوراً أكبر في المشاركة السياسية.
وفي المحصلة منحت هذه التجربة الديمقراطية فرصة جديدة لاكتشاف مكامن الخلل، ومواطن القوة في بنية المجتمع الانتخابي، وعليه يبقى التعويل على تعزيز الديمقراطية بمزيد من الممارسة والبناء على دروس كل مرحلة.