الشريط الاخباريسلايدمجتمعمحليات

أكثر من 80 بحثاً في مجال الذكاء الاصطناعي.. تشاركية علمية بين الجامعات السورية والأردنية

 

البعث ميديا – رغد خضور

كثيرة هي المجالات التي تعمل اليوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث شهد العالم قفزات كبيرة في هذا المجال جعلتنا، رغم أهمية التقنية، نتخوف منها، لما لمسناه من استخدامات خاطئة لها.

وبوجود الكثير من الأوهام والتنزييف حول هذه التقنية، على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، كان الهدف من المؤتمر الدولي الأول “الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي والخدمة المجتمعية”، معرفة كيفية الاستفادة من الجوانب الإيجابية من التقنيات الحديثة وأن نكون واقعيين باستخدامها والبحث عن الفوائد المجتمعية التي يمكن تحقيقها من خلالها، وذلك بحسب عميد كلية المعلوماتية بجامعة دمشق، الدكتور عمار جوخدار.

الدكتور جوخدار بين، في تصريح لـ” البعث ميدايا”، أن الغاية الأساسية من المؤتمر، الذي ينطلق في رحاب جامعة دمشق، وبالتعاون مع جامعة عجلون الوطنية الأردنية ومركز الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي التابع لاتحاد الجامعات العربية، تكمن في مناقشة الخدمات التي يمكن أن تستفيد من هذه التقنية أي التركيز على النتيجة النهائية لاستخدامها، وليس مجرد الحديث عن التكنولوجيا وتطويرها.

لذا كان التشارك مع العديد من الخبراء، من مختلف الدول العربية، الذين استفادوا من الذكاء الصنعي بشكل عملي، والإطلاع على تجاربهم في هذا المجال، وتسليط الضوء على الخبرات المحلية والفوائد الحقيقية في هذا السياق.

ولأن شعار جامعة دمشقـ الذي رفعته خلال مئويتها الأول، هو “خدمة المجتمع”، بين رئيس الجامعة، الدكتور أسامة الجبّان، في تصريح صحفي، أن الجامعة تسعى للربط مع المجتمع من خلال الأبحاث والنشاطات العلمية والمؤتمرات المميزة في مختلف الاختصاصات، ليأتي هذا المؤتمر، في سياق عملها ونهجها المتبع.

رئيس الجامعة ذكر أن هذا العمل المشترك مع جامعة عجلون الوطنية سيكون له أفاق مستقبلية كبيرة، لافتاً إلى أنه سيليه نشاطات مختلفة بالتعاون مع مركز الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي باتحاد الجامعات العربية.

وهذا التعاون تحدث عنه رئيس جامعة عجلون الوطنية، الدكتور فراس الهناندة، الذي أوضح بأن التشاركية بين الجامعتين ستقوم على تعزيز العمل في مختلف التخصصات والبحوث العلمية، إلى جانب التبادل العلمي لأعضاء هيئة تدريسية وطلاب، خاصة وأن الجامعات الأردنية قطعت أشواطاً هامة في هذا المجال.

وأضاف بأنه سيتم فتح برامج مشتركة على مستوى الدراسات الجامعية الأولى والعليا، وتعديل الخطط التدريسية لتواكب مثيلاتها في العالم المتقدم، وإدماج التكنولوجيا الحديثة باختصاصات متعددة لمساعدة الطلاب على الابتكار، وعمل أبحاث علمية ستنشأ عنها شركات توفر فرص عمل لهم، فضلاً عن استثمار الخبرات الأردنية والسورية بما يعود بالفائدة على العليم العالي بالبلدين، لافتاً إلى أن المؤتمرات العلمية هي منصة حافلة لإشراك الجميع في التكنولوجيا الحديثة والمجالات المعرفية عامة.

البحث العلمي أساسه التشاركية وتبادل المعلومات لتوسيع الأفاق وتطوير الوسائل والأدوات التي يمتلكها كل باحث، وذلك بحسب ما تحدث به الدكتور غيث ورقوزق، نائب رئيس جامعة دمشق لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا، لـ “البعث ميديا”.

نائب رئيس الجامعة أكد أن الهدف من المؤتمر هو التشارك مع الجامعات العربية بمواضيع تتعلق بقضايا الوقت الراهن، كالذكاء الاصطناعية وبشكل أساسي أخلاقياته، سواء على صعيد الأخلاقيات التي تعتمدها الجامعات العالمية أو الشركات والمؤسسات الخاصة التي تطور هذه البرمجيات، ومن جهة أخرى ما يتعلق بتطوير أساليب التعليم العالي وكيفية الاستفادة من تقنيات الذكاء الصنعي.

ولفت الدكتور ورقوزق إلى أن تجارب جامعة دمشق بمجال الذكاء الاصطناعي ليس حديثة، مشيراً إلى قسم الذكاء الاصطناعي بكلية المعلوماتية المنشأ منذ سنوات طويلة، وعليه هناك أبحاث منشورة ونتائج على أرض الواقع، إلى جانب أن هناك جهات حكومية وخاصة تسعى، حالياً، لاستثمار هذه التطبيقات بما يخدم مصلحتها.

وبالعودة إلى المشاركة الأردنية في المؤتمر، صرح الدكتور محمد أبو شقير، نائب مدير مركز الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في اتحاد الجامعات العربية، بأن مشاركتهم تأتي في سياق نقل خبراتهم وتجربتهم في هذا المجال، والحديث عن دور الذكاء الصنعي في رفد العملية التعليمية والخدمة المجتمعية، إضافة لأساسياته وتشريعاته أدواته التنظيمية.

ولفت إلى أنهم يشاركون بأكثر من 82 ورقة بحثية ستتم مناقشتها على مدى أيام المؤتمر، منوهاً إلى وجود مداخلات افتراضية لعدد من الباحثين والعلماء العرب ومن متخلف دول العالم، إلى جانب ورشتين تدريبيتين في مجال التعليم الافتراضي والإلكتروني باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.

من جهته، بين مدير تطوير الأعمال في المركز، المهندس حسان القضاة، أننا كدول عربية خطونا خطوات متسارعة للحاق بركب الدول المتقدمة في هذا المجال، والمؤتمر هو نتاج لهذه الأفكار والبحوث العلمية المتقدمة التي عمل عليها الباحثون العرب.

وأشار إلى أن الأبحاث المشاركة وصلت من الأردن وسورية وتونس والعراق والجزائر والمغرب ومصر وغيرها من الدول، وكلها تحمل إضافة نوعية في مجال الذكاء الاصطناعي.

وعلى اعتبار أن المؤتمر يتحدث عن الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة، كان من اللافت حضور الدكتور رضا سعيد، مؤسس جامعة دمشق وأحد رواد النهضة العلمية في سورية، باستخدام هذه التكنولوجيا، الذي أعرب عن فخره واعتزازه بما وصلت إليه الجامعة من مكانة مرموقة على الصعيدين المحلي والدولي، وهو الذي كان يحلم بأن تكون جامعة دمشق منبراً للفكر والإبداع وملتقى للعقول النيرة في مختلف أنحاء العالم.

قضايا عديدة سيطرحها المشاركون في المؤتمر على مدار ثلاثة أيام يناقشون خلالها أوراقهم البحثية في مجال الذكاء الاصطناعي واستراتيجياته واخلاقيته ومخاطره، ومستقبل هذه التقنية وتطوراتها.