جدري القردة في جمهورية الكونغو
ينتشر فيروس جدري القرود في بلدان أفريقية، وخصوصا جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي وصلت إليها أولى حزم اللقاح التي تبرعت بها المفوضية الأوروبية. لكن الصحة العالمية تحذر من أن التطعيمات ليست حلا سحريا.
تحتاج أفريقيا إلى حوالي عشرة ملايين جرعة من لقاح جدري القرود للسيطرة على حالة الطوارئ الصحية الحالية. ووصلت إلى كينشاسا بجمهورية الكونغو الديمقراطية الخميس (الخامس من سبتمبر/ أيلول) الحزمة الأولى التي تضم 100 ألف جرعة من لقاح جدري القرود (إمبوكس) الذي تبرعت به المفوضية الأوروبية للدول المتضررة،.
وقالت مجلة “قوربس” (Forbes) الأمريكية إن وصول هذه الشحنات يأتي في ظرف بالغ الأهمية، حيث تشهد المنطقة ارتفاعًا حادًا في حالات الإصابة، مما يجعل من الضروري توفير إمدادات كافية من اللقاح وتوزيعها بسرعة على السكان المعرضين للخطر.
وجاء في بيان صحفي الخميس أن المفوضية ودول الاتحاد الأوروبي الأعضاء تعهدوا بتقديم 566 ألفا و500 جرعة تقريبا في جهود لوقف انتشار الفيروس. وقالت مفوضة الصحة بالاتحاد الأوروبي ستيلا كيرياكيدس “نعلم من جائحة كوفيد19- أنه لا يمكننا مكافحة التهديدات الصحية مثل إم بوكس ، إلا من خلال العمل معا والتضامن العالمي عبر الحدود”.
وتعتزم بروكسل دعم الدول المتضررة في الكفاح ضد المرض بنحو 10 ملايين يورو (11 مليون دولار) في الشهور المقبلة وأرسلت خبيرين في علم الأوبئة للمنطقة.
جدري القرود في أفريقيا
وكانت منظمة الصحة العالمية، قد أعلنت الشهر الماضي في جنيف، حالة طوارئ صحية عامة مثيرة للقلق العالمى، وهو أعلى مستوى تحذير، بسبب ظهور سلالة جديدة من مرض “إمبوكس” (جدري القرود) الفيروسي.
وأكدت المنظمة أن هناك خطرا من احتمال انتشار مرض جدري القرود مجددا على المستوى الدولي بعد انتشاره عام 2022 وأن يصبح خطرا صحيا في عدد من الدول.
كما صرح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس الشهر الماضي أيضا بأنه تم تسجيل أكثر من 14 ألف إصابة بسلالة جديدة من فيروس جدري القرود في أفريقيا هذا العام. وأدى تفشي المرض في جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى وفاة 548 شخصا منذ بداية العام، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)
وعلى الرغم من انتشار المرض إلى بلدان جديدة، لم توافق الصحة العالمية بعد على استخدام لقاحات الجدري. وهذه الموافقة ضرورية حتى تتمكن منظمات مثل “غافي” (Gavi) و”يونيسف” (UNICEF) من شراء وتوزيع اللقاحات، بحسب ما ذكر موقع “ذا كونفرزيشون كوم” (theconversation.com).
حالة طوارئ صحية عالمية بسبب مخاوف من انتشار« جدري القرود»
ورغم وعود أوروبا والولايات المتحدة بالتبرع باللقاحات، فإن هذه التبرعات تظل حلاً “مؤقتًا” لا يمكن الاعتماد عليه على المدى الطويل. ولضمان وصول عادل إلى لقاحات جدري القرود خلال الطوارئ الصحية هذه وفي حالات مماثلة في المستقبل، يجب اتخاذ خطوات إضافية لضمان الاستدامة والتوزيع الفعّال. وبحسب “ذا كونفرزيشون كوم”، تنتظر أفريقيا التبرعات باللقاحات، والتي تشمل 175,000 جرعة من المفوضية الأوروبية، و40,000 جرعة من شركة “بافاريان نورديك” (Bavarian Nordic)، و50,000 جرعة من الولايات المتحدة. حتى دول مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي وافقت على استخدام اللقاحات طارئًا في يونيو/ حزيران، لم تستلم التبرعات بعد.
اللقاح مجرد أداة
وشكر تيدروس أدهانوم جيبريسوس الاتحاد الأوروبي ودعا الدول الأخرى التي لديها إمدادات إلى توفير جرعات اللقاح أيضًا، وقال إن منظمة الصحة العالمية تعمل مع السلطات الصحية على التوزيع السريع للمناطق التي تشتد الحاجة إليها، وفي الوقت نفسه، تُنظَّم حملات إعلامية حول اللقاح لضمان عدم انزعاج الناس من المعلومات الكاذبة أو نظريات المؤامرة، بحسب ما نقل موقع “هاندلس بلات” الألماني.
ونقل الموقع الألماني عن جيبريسوس إشارته إلى أن “اللقاحات ليست سوى واحدة من عدة أدوات لمنع انتشار الفيروس. فقبل كل شيء، يجب تعزيز مراقبة عملية العدوى ويجب إعلام السكان بكيفية حماية أنفسهم”.
وتشير التقديرات منذ بداية هذا العام إلى إصابة ما لا يقل عن 25000 شخص بفيروس إمبوكس، ولكن نظرًا للوصول المحدود إلى الاختبارات التشخيصية في أنحاء إفريقيا، تم تأكيد جزء صغير فقط من هذه الحالات. بالإضافة إلى ذلك، توفي 643 شخصًا بسبب المرض منذ شهر يناير. وتؤكد السلطات الصحية على أهمية تسليم اللقاحات بسرعة وإعطائها للسكان المعرضين للخطر من أجل السيطرة على انتشار الفيروس ومنع المزيد من الوفيات.