اقتصادالاقتصاد المحليالشريط الاخباري

30 ألف مستفيد من قروض التمويل الأصغر.. وهيئة تنمية المشاريع الصغيرة تسعى لشراكات استراتيجية

البعث ميديا – رغد خضور

 

تعتمد الكثير من الدول النامية على المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر والمتوسطة لتتمكن من تحقيق التنمية الاقتصادية، فضلاً عن أن الكثير من الدول خرجت من أزمات مشابهة لما مرت به سورية بالاعتماد على دعم هذه المشاريع لتكون الأساس في التمكين الاقتصادي والمعيشي.

وانطلاقاً من هذه الفكرة، شاركت هيئة تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة ضمن ملتقى فرص العمل والتعليم بنسخته السادسة هذا العام، حيث قدمت مدير عام الهيئة، الدكتورة ثريا إدلبي، ندوة حول أهمية المشروعات الصغيرة التي من الممكن أن تكون نواة لمشاريع كبيرة، فضلاً عن كونها تعزز النمو الاقتصادي وهي مجال للإبداع والأفكار الجديدة، إلى جانب كونها أكثر قدرة على مواجهة تقلبات السوق من المشروعات الكبيرة.

مزايا عديدة ذكرتها مديرة الهيئة للمشاريع الصغيرة، مستعرضة، خلال الندوة التي عُقدت بالتعاون مع مصرف الإبداع للتمويل الأصغر، أهم الخدمات والبرامج التي تقدمها الهيئة والصعوبات التي تواجه أصحاب تلك المشاريع، من مشاكل إدارية ومحاسبية وفنية.

وبحسب إدلبي، فإن الكثيرين ممن يقدمون منتجاتهم غير قادرين على الصمود في سوق العمل كونها لا تراعي المواصفات المطلوبة، لذا تقدم الهيئة خدمتها في دعم المشاريع وتعريف أصحابها بكل الأدوات اللازمة لإنشاء مشروع وتسويقه والترويج له.

خدمات الهيئة لا تقف على ما قبل تأسيس المشروع أو تقديم الدعم التدريبي اللازم لهم بل يمكن أن تساعد في إعداد دراسات الجدوى والملفات المالية التي تقدم للمصارف للحصول على التمويل، بالإضافة إلى تقديم المساعدة للحصول على سجل تجاري والحصول على العلامة التجارية.

وفي تصريح لـ “البعث ميديا” بينت إدلبي أن الهيئة يمكن أيضاً أن توجه أصحاب المشاريع التي لا يمكن أن تستمر أو تحقق تنافسية بالمنطقة المستهدفة، وتقديم المشورة لما هو أنسب لهم ويحقق عوائد مالية مربحة، لافتةً إلى أن العمل في هذا الجانب يركز على التفكير خارج الصندوق وعدم الخوف من المخاطرة، إذ إن المشكلة تكمن في لجوء أصحاب المشاريع للأفكار الآمنة أكثر.

ومن خلال المشاركة في ملتقى فرص العمل والتعليم، تسعى الهيئة لتعزيز شراكات استراتيجية مع الشركات الكبيرة، بحيث تجمعهم مع الراغبين بالعمل، وتؤمن برامج تدريبية لهؤلاء العاملين بما ينسجم مع متطلبات الشركات ليتم التوظيف فيما بعد.

كما تحاول الهيئة توسيع الاتفاقات مع البنوك بحيث يصبح لديها تعاملات مع 4-5 بنوك، سواء كانت عامة أو خاصة، إلى جانب عمل اتفاقيات مع مراكز تدريبية يمكن من خلالها الحصول على جزء مجاني واستمرارية بتقديم الدورات التدريبية التي توفرها لأصحاب المشاريع.

وبالتأكيد لا يمكن أن يبدأ أي مشروع مهما كان نوعه دون تمويل، وهنا يأتي دور مصارف التمويل الأصغر، وفي هذا الجانب شرح الرئيس التنفيذي لمصرف الإبداع، أديب شرف، آلية عمل المصرف والطروحات التي يقدمها لأصحاب المشاريع الجديدة ورواد الأعمال، وكيفية الاستفادة من خدماته التمويلية وغير التمويلية.

الشراكة الاستراتيجية بين هيئة تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومصرف الإبداع والتشبيك بين الطرفين يسهم في تقديم خدمات المصرف لأكبر شريحة ممكنة، حيث أشار شرف إلى أن الخدمات والآليات التي يتم تقديمها تهدف إلى دعم الأشخاص أصحاب المشاريع المنزلية لتصبح مشاريع صغيرة ومتوسطة، كونها تعتبر حجر الأساس.

الشكل الأساسي للمصرف وخدماته هو التمويل، ولكن الهدف الأبعد، وفقاً للرئيس التنفيذي هو تعزيز الشمول المالي في سورية، والذي يعني بمفهومه الواسع الإدخار وفتح الحسابات، والوصول إلى جميع الأشخاص القاطنين بعيداً عن مراكز المدن.

ويعتبر مصرف الإبداع من أكثر المصارف مرونة من ناحية المتطلبات، إذ يفكر المصرف، بحسب ما ذكر شرف، بالطرف الأخر وما الذي يمكن أن يقدمه من ثبوتيات وورقيات بحدودها الدنيا، ولكن دون تجاهل متطلبات المصرف ليحمي نفسه بما يساعد على الاستمرارية.

الجزء الأكبر من المشاريع التمويلية لمصرف الإبداع هو لمشاريع مسجلة ضمن هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، إلا أن هناك جزءاً مهماً لمشاريع تقدم أصحابها مباشرة للمصرف للاستفادة من خدماته، وفي هذا السياق، بين شرف أن هناك 30 ألف مستفيد من القروض والبرامج المختلفة وهي لمشاريع قائمة ومستمرة من ضمن مئات القروض الممنوحة.

والأمر لا يتوقف عند منح القروض من قبل المصرف، بل هناك متابعة دائمة للمشاريع من خلال الزيارات الميدانية، قبل وبعد انطلاق المشروع، للبقاء على إطلاع بكل تفاصيله وكيف تطور، وهنا لفت شرف إلى أن هناك مشاريع عديدة توسعت وكبرت، إضافة إلى السداد الذي يعتبر مؤشراً مهماً على استمرارية المشروع الذي تم تمويله.

موضوع المشاريع الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال من أكثر القضايا التي يتم نقاشها والحديث عنها مؤخراً لما لها من انعكاسات اقتصادية وتنموية عديدة على الأفراد والمجتمع، وطرحها اليوم ضمن ملتقى يجمع الباحثين عن فرص عمل والجهات التوظيفية والتدريبية والتعليمية الأخرى يوفر لهم معرفة واسعة وفهماً أكبر لمتطلبات سوق العمل وكيف يمكن أن يكون الفرد صاحب مشروع يؤسس له وينطلق فيه.