400 خريج وطالب و40 شركة دوائية في ملتقى فرص العمل بكلية الصيدلة
البعث ميديا – رغد خضور
لا يمكن لمهنة الصيدلة أن تستمر على ما هي عليه الآن، وتصدر صيادلة إلى سوق عمل متخم فيه أعداد كبيرة من الصيدليات، هذا ما بدأت به عميدة كلية الصيدلة، الدكتورة لمى يوسف، حديثها في ملتقى فرص العمل الذي أقامته الكلية بالشراكة مع فرع دمشق لنقابة الصيادلة.
عميدة الكلية شددت على أن هذا الوضع يوجب النظر إليه بكثير من الحذر، خاصة مع وجود أعداد هائلة من الخريجين، سواء من جامعة دمشق أو من كليات الصيدلة الأخرى، حيث أصبح من الصعب على الخريج إيجاد فرصة عمل.
فرص العمل بالنسبة للصيادلة متنوعة، وأكثر مجال يعملون به هو صيدلية المجتمع، كما تقول يوسف في حديثها مع “البعث ميديا”، وهي الصيدليات التي نراها في أنحاء المدن والقرى، ولكن على اعتبار أن الصيدلي يعتبر خط الدفاع الأول عن الصحة، وهو الذي يكون على تواصل دائم مع المرضى إذ لا يحتاج إلى موعد للمعاينة، يشكل ذلك أزمة للخريجين، لذا تحاول الكلية قدر المستطاع أن تخلق بيئة تسمح لهؤلاء الصيادلة بإيجاد عمل لهم.
كلية الصيدلة، بالتعاون مع نقابة الصيادلة، أوجدت منصة للخريجين والطلاب تجمعهم مع شركات الأدوية ليتمكنوا من تقديم أنفسهم بالشكل الأمثل أمامها، هذه الشركات التي تجمعت ضمن الملتقى، ليس لتعلن عن منتجاتها بل لتلقي السير الذاتية التي تقدم بها الطلاب والخريجون، بحسب يوسف.
وهذه ليست المرة الأولى التي تقام بها مثل هكذا فعالية، إذ حصلت فعالية مشابهة العام الماضي ضمن مقر فرع دمشق لنقابة الصيادلة، بحسب ما أفاد رئيس الفرع، الدكتور حسن ديروان، في تصريح لـ”البعث ميديا”، الذي ذكر أن الملتقى السابق كان على مستوى أضيق، إلا أنه بالشراكة مع كلية الصيدلة تمت توسعة المشاركات، فضلاً عن أن الملتقى سيصبح دورياً.
كما لفت إلى أن هناك حوالي 40 شركة دوائية وتجميلية تشارك اليوم إلى جانب ما يقارب 400 خريج وطالب تم تحضيرهم لتقديم سيرهم الذاتية باحترافية وتجهيزهم لمقابلات العمل، مع الإشارة إلى أن هناك توسع بمنح التراخيص لشركات تجميلية والتي تستقطب بدورها عدداً كبيراً من الخريجين.
التشبيك والتواصل بين الطلاب والخريجين الجدد غير القادرين على إيجاد فرص عمل وبين الشركات القادرة على استقطاب هذه الكوادر التي تحتاجها، كان الهدف من الملتقى، كما أوضحت الدكتورة نورما علي، منسق فعالية ملتقى فرص العمل وأحد أعضاء فريق صيادلة للغد.
علي أشارت إلى أن شعار الملتقى هو “إيدنا بإيدك خطوة بخطوة”، ليكون صلة وصل لإيجاد الصيادلة فرص عمل، منوهة إلى أن مجالات عمل الصيدلي كبيرة وما نريد إيصاله هو أنه كما يملك خيار فتح صيدليته الخاصة لديه مجال أيضاً للعمل ضمن تلك الشركات كمندوب تجاري أو علمي وغيرها من الخيارات.
هذا العام كان هناك تحضير مسبق للطلاب لمقابلات العمل، من خلال محاضرة سبقت المعرض قدمها الدكتور محمد يمان الخولي، ركزت على طريقة كتابة السيرة الذاتية باحترافية، كما صرح لـ”البعث ميديا”.
الشركات الدوائية والتجميلية من جهتها تجهزت بدورها لاستقبال سير الخريجين والطلاب، وفي هذا السياق تحدث الصيدلاني فراس الكردي، وكيل شركة ابن الهيثم للصناعات الدوائية عن هذه الفكرة، التي وصفها بأنها مهمة لخلق فرص عمل للصيادلة خاصة مع الأعداد الكبيرة، لافتاً إلى أن الملتقى أمن مقابلة أولي مع الطلاب تمهيداً لمقابلات أخرى تكون ضمن مكاتب الشركة.
والحاجة متبادلة بين الشركات والخريجين بحسب ما ذكرت مديرة شركة أدورا بيوتي، الصيدلانية عبادة حنوف، فكل يسعى لغايته لدى الطرف الأخر، فمن جهة تحتاج الشركات للإطلاع على سير ذاتية جديدة تغطي حاجتها ومن جهة أخرى يتعرف الباحث عن العمل، خلال هذه الفعاليات، على ما يتطلبه العمل وشروط كل شركة وكيفية العمل بها.
وتخلل الملتقى سحب قرعة من قبل الشركات لأسماء الطلاب الذين شاركوا بسيرهم الذاتية لاختيار عدد من الأسماء للترشح مباشرة لمقابلة عمل أولى، وهذا ما عبرت عنه عميدة الكلية الدكتورة لمى يوسف بأنه تجربة حقيقية يختبر الطالب فيها نفسه أمام واقع المقابلات، فالورق يمكن أن يقول الكثير ولكن المقابلة وطريقة تقديم الباحث عن العمل لذاته هي التي تثبت قدرته وكفاءته على العمل.