الشريط الاخباريسلايدسورية

سوريون في مواجهة التطرف.. البطريرك لحام: واهن من يراهن على اقتلاعنا

أكد بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام أن الأعمال الإرهابية التي تقوم بها الجماعات التكفيرية تستهدف السوريين كافة.

ونوه لحام في حديث لصحيفة الأخبار اللبنانية نشر اليوم بحال التآخي والعيش السلمي بين أبناء المجتمع السوري ومكوناته كافة, مؤكدا أن “المجموعات التكفيرية دأبت على استهداف كل مكونات المجتمع السوري والدماء التي لم تجف في عدرا بريف دمشق تشكل أوضح دليل على ذلك”.

واستعرض البطريرك لحام الخراب والدمار وعمليات القتل والتهجير الممنهج التي طالت جميع السوريين من مختلف مكوناتهم الدينية, وقال:  إن سورية تتعرض لمأساة تطول السوريين جميعا ولم تستثن أحدا من أبناء سورية”, مشيرا إلى أن معظم السوريين الذين تهجروا بسبب الأزمة والأعمال المسلحة في مناطقهم هم من المسلمين كما طال التخريب نحو خمسمئة مسجد ونحو ستين كنيسة.

مؤكداً أن التكفيريين غريبون عن الثقافة والمجتمع في سورية وأنهم أفسدوا المعارضة” ويستهدفون الجميع.

وشدد البطريرك لحام على التشبث بالأرض السورية وفشل الرهان على محاولات اقتلاع المسيحيين منها, وقال: “إننا بعون الله صامدون وباقون وإذا كان هنالك من يراهن على اقتلاع المسيحيين من سورية ومن المشرق فهو واهم, نحن منذ القديم نعيش معا سوريين من جميع الانتماءات وهذه إحدى أهم مزايا سورية بشكل خاص والشرق بشكل عام”.

منوهاً إلى أن “الشرق من دون مسيحييه سيفقد هويته حتما, مشيرا إلى التاريخ المشترك القائم ووجوب التصميم المسيحي الإسلامي المشترك على البقاء معا.

وعن الجهود التي بذلتها الكنيسة بالعموم وبطريركية الروم الملكيين الكاثوليك على وجه الخصوص بخصوص الأزمة في سورية, قال لحام: “إننا لم نتوان يوماً عن القيام بكل ما نستطيعه.. بذلنا الكثير من الجهود منذ بدء الأزمة ومنذ عام 2011 وقامت البطريركية بتقديم مساعدات للمتضررين من الأزمة من كل أبناء المجتمع من مسيحيين وغيرهم”.

وأكد البطريرك لحام سعي البطريركية لتوضيح حقيقة ما يجري في سورية للرأي العام العالمي وللجهات الدولية كنسية كانت أو سياسية وقال.. “شاركت شخصياً في كثير من اللقاءات والاجتماعات وقدمت عدداً من المقترحات.. على سبيل المثال دعوت في اجتماع مجلس الكنائس العالمي في جنيف في 18 أيلول الماضي إلى حملة كنسية تقوم على أسس ثابتة لا سلاح لا عنف لا حرب بل سلام ومصالحة وحوار وضرورة الذهاب إلى جنيف2 إضافة إلى العمل على متابعة العيش المشترك المسيحي الإسلامي في المشرق العربي”.

لافتاً إلى أن “مجلس الكنائس العالمي دعا إلى لقاء جديد ينظمه في جنيف الشهر المقبل قبل انعقاد مؤتمر جنيف2 بأسبوع لتقديم الرؤى والمقترحات والخروج بورقة عمل سعياً لدفع العملية السياسية وإيقاف العنف”.

وعن مؤتمر جنيف2 المزمع عقده في 22 كانون الثاني المقبل, قال: “نصلي لانعقاد المؤتمر ونجاحه وآمل أن ندعى أنا وغبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس وغبطة البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول عيواص بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس إلى جنيف ولو بصفة مراقبين للقيام بدورنا في تقريب وجهات النظر بين أبناء الوطن الواحد سعياً لتحقيق المصالحة”.

وأكد البطريرك لحام وقوف الجميع مع سورية الدولة والوطن الذي “يتسع لجميع أبنائه ويضمن لهم السلام”.

مجدداً صلواته من أجل سلامة المطرانين المخطوفين بولس يازجي ميتروبوليت حلب والاسكندرون وتوابعهما للروم الأرثوذكس ويوحنا ابراهيم ميتروبوليت حلب وتوابعها للسريان الأرثوذكس ومن اجل راهبات دير مار تقلا في معلولا المختطفات أيضا والافراج عنهم جميعا”.

وأكد البطريرك لحام أن “سورية ستكون حاضرة في قلوبنا وصلواتنا بمناسبة عيد الميلاد” معلنا عن “صلاة مشتركة ستقام لمناسبة الميلاد المجيد يوم الثلاثاء في الكنيسة المريمية بدمشق يشارك فيها ممثلو الطوائف كافة في سورية من مسيحيين ومسلمين.

متمنياً آلا يكتفي بابا الفاتيكان فرنسيس بمناسبة الميلاد المجيد “بالصلاة من أجل سورية فحسب بل أن يوجه رسالة خاصة إلى السوريين المشاركين في الصلاة المشتركة في دمشق”.
وأكد البطريرك لحام أنه في ظل استفحال المد التكفيري وتزايد إجرام المجموعات المتطرفة “ستغدو المعادلة الأدق.. سوريون في مواجهة التطرف”.

البعث ميديا – سانا