الشريط الاخباريسورية

سياسيون روس: الحل في سورية سياسي وبيد السوريين أنفسهم

مع اقتراب موعد انعقاد المؤتمر الدولي حول سورية “جنيف2” أكد مسؤولون وبرلمانيون ومحللون روس إنه لا بديل للحل السياسي السلمي للأزمة في سورية من قبل السوريين أنفسهم.

وعشية زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى موسكو أكد هؤلاء المسؤولون والبرلمانيون والمحللون أنه لا يمكن لمؤتمر جنيف2 أن يكون ناجحا دون مشاركة الأطراف والجهات الإقليمية المؤثرة فيه ومنها إيران على وجه الخصوص ذات الحضور القوي في المنطقة.

كما حذروا من خطر تفشي الارهاب وارتداد الإرهابيين والمرتزقة الأجانب الذين يرتكبون اليوم جرائمهم في الأرض السورية ليعيثوا فسادا في بلادهم الأصلية في المستقبل بعد انكفائهم من سورية.

وفي مقابلة مع مراسل سانا في موسكو قال كيريل بارسكي الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون منظمة شنغهاي للتعاون “نحن شديدو الأمل في أن المؤتمر الدولي حول سورية الذي سينعقد في سويسرا في 22 كانون الثاني الجاري يسهم في حل الأزمة في سورية وتنفيذ بيان جنيف الأول” مضيفا “نحن باعتبارنا مشاركين نشيطين جدا في هذه العملية سنقوم بكل ما يتوجب علينا وبالتعاون مع شركائنا لممارسة التأثير اللازم على الأطراف السورية بهدف التوصل الى النتائج المرجوة”.

وأشار بارسكي إلى أن روسيا والصين وغيرهما من أعضاء منظمة شنغهاي للتعاون يدعمون عقد المؤتمر “بصورة فعالة” ويدعون لأن يتم حل الأزمة في سورية “على أساس تلك المبادئ التي نعتنقها جميعا وتحديدا حل القضية من قبل السوريين أنفسهم وبما يصون استقلال سورية وسيادتها ووحدة أراضيها”.

وأضاف بارسكي أن هذا الموقف لبلدان المنظمة جرت صياغته واعتماده في بيان قمة قادة بلدان المنظمة في ايلول من العام الماضي في العاصمة القيرغيزية بيشكيك مذكرا انه تمت آنذاك في تلك “اللحظة المسؤولة” مناقشة مختلف أشكال وسيناريوهات تطور الوضع في سورية عندما كان يحوم حولها خطر العدوان الأمريكي وقد تقدم رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين بمبادرة حول الأسلحة الكيميائية في سورية وحظيت هذه المبادرة بتأييد قادة جميع البلدان الأخرى في منظمة شنغهاي للتعاون وبذلك تكون المنظمة قد أسهمت بقسطها من الحل.

وأشار بارسكي إلى أن “إيران بوصفها دولة مؤثرة في المنطقة يجب أن تشارك حتما في مؤتمر جنيف خاصة أنها تعتبر عضوا مراقبا في منظمة شنغهاي للتعاون” وقال “نحن نضفي أهمية كبيرة على التعاون معها سواء على الصعيد الثنائي أو ما يتصل بحل مختلف المسائل الدولية والإقليمية”.

بدورها قالت تاتيانا موسكالكوفا النائبة في مجلس الدوما الروسي إن مسألة مكافحة الإرهاب تقتضي اليوم “وضع قواعد قانونية دولية للتصدي لهذا الشر ووضع حد لنشاط الإرهابيين وتمويلهم وتسليحهم وتدريبهم”.

وأشارت النائبة موسكالكوفا إلى أن روسيا عاشت منذ فترة قريبة وعشية رأس السنة الجديدة بالذات حدثا رهيبا وتكبدت خسارة فادحة عندما وقع التفجيران الإرهابيان في مدينة فولغوغراد اللذان اوديا بحياة عشرات الأبرياء وأسفرا عن معاناة الكثيرين غيرهم وقالت “إن هذا الموضوع ملح جداً اليوم بالنسبة لنا ومنه بالذات ابتدأ رئيس مجلس الدوما سيرغي ناريشكين افتتاح الدورة الجديدة للمجلس”.

من جانبه قال الكسي بيلكو المحلل السياسي في وكالة ريا نوفوستي الروسية للأنباء إن “مشاركة إيران في مؤتمر جنيف 2 ضرورة ملحة بصورة مطلقة لأن إيران دولة إقليمية كبيرة ولاعب مهم في المنطقة وتربطها بسورية علاقات وثيقة جدا” معتبرا أنه “إذا جرى استبعاد إيران من عملية المفاوضات فان هذه العملية تفقد معناها بالأساس”.

 وأضاف بيلكو “إذا كان هناك بعض ممثلي المعارضة يحاولون القول إن مشاركة ايران في جنيف غير مقبولة فإنه من الأحرى القول إن مشاركتهم هم أنفسهم غير مقبولة” مؤكدا أنه يجب التكلم مع أولئك الممثلين للمعارضة “القادرين على التكلم” أما أولئك الذين لا يعرفون سوى إطلاق النار فلا مغزى من التكلم معهم أصلا.

بدوره قال “رمضان داؤوروف” الباحث العلمي في معهد الاستشراق في موسكو إن بعض الجهات تسوق مبررات لعدم المشاركة في جنيف2 ولكن روسيا ترى وجوب عقد هذا المؤتمر إدراكا منها أنه لا يمكن بلوغ السلام في سورية إلا على أساس الاتفاق بين الأطراف السورية نفسها وبمساهمة تلك القوى الدولية المؤثرة في حل هذه المسالة.

وحذر داؤوروف من أن المسلحين من منطقة القوقاز الروسية الذين يقاتلون اليوم للأسف إلى جانب “المعارضة السورية” قد يعودون غداً لممارسة الإرهاب في الأراضي الروسية نفسها.

البعث ميديا -سانا