مساحة حرة

إرادة آذار

أيها الرفاق أيتها الرفيقات..سنوات طويلة كانت الواحدة تنافس الأخرى في القحط… يموت الزرع والضرع… يتحدى الجفاف الطبيعة…. يشتد الساعد على المحراث…. وتغرس السكة أنيابها في عمق الأرض بحثاً عن عصب رطب في جوف هامد..

جماهير الفلاحين تعيش تحت دلف بيوت الطين و تساق كالقطعان بعصا الإقطاع… وجماهير العمال تتألم من وقع السياط على الظهور و تتجرع كؤوس الظلم في زنزانات التعسف …

وما من أحد عاش في تلك المرحلة إلا و كان يوجه نظره نحو الأفق البعيد فتبقى عيونه معلقة على أطراف السراب المترامي فوق كتف هذا الأفق … والكل كان يتوقع تغيراً حتمياً يأتي بالفرج والخلاص ….

عشية ذلك المساء الطالع من جبين آذار كانت الوجوه موجهة نحو دمشق ….

ومع إطلالة الربيع عند بزوغ شمس الثامن من آذار جاء الصوت مدوياً مع أذان الفجر وانتشى مذياع الثورة ليعلن في الساعة السادسة والدقيقة الخامسة والأربعين من ذلك الصباح للمواطنين العرب في كل مكان:

“لقد انطلق صوت الحق في صبيحة هذا اليوم الأغر فانهزم الباطل و تساقط دعاته”

مبارك أنت يا يوم الثامن من آذار…. يوم بعثت من وجدان جماهير هذا الوطن ثورة محمولة في القلوب و منارة تضيء لنا الطريق و تفرش أجنحة النور…..

إنه سفر تكوين جديد لأمتنا العربية الواحدة…. ذات الرسالة الخالدة و استمرت المسيرة تشق طريقها…. وكانت الرحلة شاقة والمصاعب كبيرة…

لقد أصبحت السمة البارزة لمسيرة الثامن من آذار هي التوجه إلى المستقبل بثقة دون غرور… وباطمئنان بعيد عن التواكل…. هذه الثقة وهذا الاطمئنان كانا بفضل التلاحم بين الشعب والقائد منذ السادس عشر من تشرين الثاني عام سبعين وتسعمائة وألف ذكرى الحركة التصحيحية التي قادها الرفيق المناضل حافــظ الأســد والتي مثلت إرادة الاستمرار والديمومة والتطور في ثورة الثامن من آذار الثورة التي ستبقى دائماً حركة مستمرة إلى الأمام وحيوية متجددة على الدوام…..

ومهما قيل في آذار فلن يوفيه حقه قول وسيبقى آذار مصدر الخير والعطاء والأمل وإننا إذ نحتفل اليوم بذكرى ميلاد الثورة.. نتذكر الملايين التي عبرت عن وقفة الوفاء والعرفان وقالت نعم لكل القيم والوطنية والقومية التي تجسدت في شخصية المناضل العربي الراحل حافــظ الأســد وتتجسد اليوم في شخص القائد العربي الوحيد سيادة الرئيس المفدى الرفيق بشـــار الأســـد.

فيا أيها القائد العظيم أيها الكبير فينا والرافع من مكانتنا… لقد بايعناك بضمير يقظ ووجدان حي وثقة لا تعرف الحدود ..لأننا بك نكبر وبك نرتفع….. ومعك نقوى…. ومعك نمضي في مسيرة الكفاح بإرادة لا تلتوي.

وقول “نعم” التي كتبناها إجماعاً بالدم كانت صوت الضمائر والعقول والأفئدة والإرادات… كانت صوت التاريخ… كانت صوت المستقبل… كما كانت على فم الشعراء (لك القوافي) صحاحاً… لأنك في عظمة قيادتك جدير بالمحبة والوفاء والفداء.

الرفيق أحمد غصون